للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها الأمير أبو الفتوح، بلكّين [١]- بضم الباء الموحدة واللام، وتشديد الكاف المكسورة وسكون الياء المثناة من تحت، وبعدها نون- ابن زيري- بكسر الزاي وسكون الياء المثناة من تحت وكسر الراء وبعدها ياء بن مناد الحميري الصنهاجي، ويسمى أيضا يوسف، لكن بلكّين أشهر، وهو الذي استخلفه المعزّ بن المنصور العبيدي على إفريقية عند توجهه إلى الديار المصرية، وكان استخلافه إياه يوم الأربعاء ثالث عشري ذي الحجة، سنة إحدى وستين وثلاثمائة، وأمر الناس بالسمع والطاعة له، وسلّمه البلاد، وخرجت العمال وجباة الأموال باسمه، وأوصاه المعز بأمور كثيرة، وأكد عليه في فعلها، ثم قال: إن نسيت ما أوصيتك به فلا تنس ثلاثة أشياء: إيّاك أن ترفع الجناية عن أهل البادية، والسيف عن البربر، ولا تولّ أحدا من إخوتك وبني عمّك، فإنهم يرون أنهم أحق بهذا الأمر منك، وافعل مع أهل الحاضرة خيرا، وفارقه على ذلك، وعاد من وداعه وتصرف في الولاية.

ولم يزل حسن السيرة، تام النظر في مصالح دولته ورعيته، إلى أن توفي يوم الأحد لسبع بقين من ذي الحجة، سنة ثلاث وسبعين بموضع يقال له: واركلان، مجاور إفريقية، وكانت علته القولنج، وقيل: خرجت في يده بثرة فمات منها.

وكان له أربعمائة حظية، حتّى قيل: إن البشائر وفدت عليه في يوم واحد بولادة سبعة عشر ولدا.

وفيها أبو علي الحسين بن محمد بن حبش الدّينوري المقرئ، صاحب موسى بن جرير الرقّي.


العلمية ببيروت، وانظر «طبقات الحفاظ» ص (٣٠٥) وهو عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن شيرويه.
[١] مترجم في «وفيات الأعيان» (١/ ٢٨٦- ٢٨٧) وعنه أخذ المؤلف الترجمة.

<<  <  ج: ص:  >  >>