للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قريحته، وأجمعوا على أنه ما عمل مثل خطبه قطّ، وهو الذي حثّ سيف الدولة بخطبه في الجهاد على التوسّع فيه وسمع على المتنبي بعض «ديوانه» وكان رجلا صالحا. رأى النّبيّ صلى الله عليه وسلم في المنام في المقابر، وقال له: «مرحبا بخطيب الخطباء» وأدناه، وتفل في فيه، فلم تزل رائحة المسك توجد فيه إلى أن مات، وأشار صلى الله عليه وسلم بيده إلى المقابر، وقال: «كيف قلت يا خطيب» قال:

قلت: لا يخبرون بما إليه آلوا، ولو قدروا على المقال لقالوا، ثم أخذ يسوقها، فاستيقظ وعلى وجهه نور وبهجة، وعاش بعد ذلك ثمانية وعشرين ليلة، لا يستطعم طعاما ولا شرابا من أجل تلك التفلة وبركتها، والخطبة التي فيها هذه الكلمات، تعرف بالمنامية.

ومولده وموته بميّافارقين، قيل: مات وعمره دون الأربعين، ورؤي بعد موته في المنام فقيل له: ما فعل الله بك؟ فقال: دفع إليّ رقعة فيها سطران بالأحمر وهما:

قد كان أمن لك [١] من قبل ذا ... واليوم أضحى لك أمنان

والصفح لا يحسن عن محسن ... وإنما يحسن عن جان

فاستيقظ الرائي، وهو يحفظهما.

وفيها علي بن النّعمان بن محمد، قاضي القضاة بالدّيار المصرية.

ولي بعد أبيه، وكان شيعيّا غاليا، وشاعرا مجودا [٢] .

وفيها الحافظ أبو الفتح الأزدي، محمد بن الحسين بن أحمد الموصلي، نزيل بغداد، صنّف في علوم الحديث، وفي الضعفاء، وحدّث عن أبي يعلى، ومحمد بن جرير الطبري، وطبقتهما، وضعّفه البرقاني.


[١] في الأصل: «قد كان لك أمن» وأثبت لفظ المطبوع.
[٢] تحرفت في الأصل إلى «جوادا» وأثبت لفظ المطبوع.

<<  <  ج: ص:  >  >>