للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان نازلا بقديد [١] ، وهو منزل أمّ معبد، المذكورة أيضا في حديث الهجرة، ولكليهما جرى معجزات من معجزات النّبوّة، منها ما ذكره في «ربيع الأبرار» [٢] عن هند بنت الجون: نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم على خيمة خالتها أمّ معبد، فقام من رقدته فدعا بماء فغسل يديه ثم تمضمض ومجّ في


انطلقت، فلبست لأمتي، ثم أخرجت قداحي، فاستقسمت بها، فخرج السهم الذي أكره «لا يضره» قال: وكنت أرجو أن أرده على قريش، فآخذ المئة ناقة. قال: فركبت على أثره، فبينما فرسي يشتد بي، عثر بي، فسقطت عنه. قال: فقلت: ما هذا؟ قال: ثم أخرجت قداحي فاستقسمت بها، فخرج السهم الذي أكره «لا يضره» قال: فأبيت إلا أن أتبعه. قال:
فركبت في أثره، فبينا فرسي يشتد بي، عثر بي، فسقطت عنه. قال: فقلت: ما هذا؟. قال:
ثم أخرجت قداحي فاستقسمت بها، فخرج السهم الذي أكره «لا يضره» ، قال: فأبيت إلا أن أتبعه، فركبت في أثره، فلما بدا لي القوم ورأيتهم، عثر بي فرسي، فذهبت يداه في الأرض، وسقطت عنه، ثم انتزع يديه من الأرض، وتبعهما دخان كالإعصار. قال: فعرفت حين رأيت ذلك أنه قد منع مني، وأنه ظاهر. قال: فناديت القوم: فقلت: أنا سراقة بن جعشم:
انظروني أكلمكم، فو الله لا أريبكم، ولا يأتيكم مني شيء تكرهونه. قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر رضي الله عنه: «قل له: وما تبتغي منا؟» قال: فقال ذلك أبو بكر، قال: قلت:
تكتب لي كتابا يكون آية بيني وبينك. قال: «أكتب له يا أبا بكر» . فكتب لي كتابا في عظم، أو في رقعة، أو في خزفة، ثم ألقاه إليّ، فأخذته فجعلته في كنانتي، ثم رجعت.
وقال السهيلي في «الروض الأنف» (٢/ ٢٣٣) : وذكر غير ابن إسحاق، أن أبا جهل لامه حين رجع بلا شيء، فقال- وكان شاعرا-:
أبا حكم والله لو كنت شاهدا ... لأمر جوادي إذ تسوخ قوائمه
علمت ولم تشكك بأنّ محمّدا ... رسول ببرهان فمن ذا يقاومه
عليك بكفّ القوم عنه فإنني ... أرى أمره يوما ستبدو معالمه
بأمر يودّ الناس فيه بأسرهم ... بأنّ جميع الناس طرّا يسالمه
قلت: وقد أورد البيتين الأولين من هذه الأبيات الحافظ ابن حجر في ترجمته لسراقة رضي الله عنه في «الإصابة» (٤/ ١٢٧) . وانظر خبر سراقة في «فتح الباري» (٧/ ٢٤٠- ٢٤٨) .
[١] قديد: موضع قرب مكة. انظر «معجم البلدان» لياقوت (٤/ ٣١٣) ، و «الروض المعطار» للحميري ص (٤٥٤) .
[٢] قلت: واسمه الكامل «ربيع الأبرار ونصوص الأخبار» وهو لأبي القاسم محمود بن عمر بن محمد الزمخشري، أحد أئمة العلم، واللغة، والآداب، المتوفى عام (٥٣٨ هـ) ، وكتابه المشار إليه لم يطبع منه سوى الجزء الأول كما ذكر العلامة الزركلي. انظر «كشف الظنون» لحاجي خليفة (١/ ٨٣٢) ، و «الأعلام» للزركلي (٧/ ١٧٨) .

<<  <  ج: ص:  >  >>