للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنظر كان بالسرّاء يضحكني ... يا قرب ما عاد بالضرّاء يبكيني

وفيها توفي أحمد بن الحسين بن مهران الأستاذ، أبو بكر الأصبهاني، ثم النيسابوري، المقرئ، العبد الصالح، مجاب الدعوة، ومصنّف كتاب «الغاية في القراءات» [١] قرأ بدمشق على أبي النّضر الأخرم، وببغداد على النقّاش، وأبي الحسن بن بويان [٢] وطائفة، وسمع من السرّاج، وابن خزيمة، وطبقتهما.

قال الحاكم: كان إمام عصره في القراءات، وأعبد الناس ممّن رأينا في الدّنيا، وكان مجاب الدعوة، توفي في شوال، وله ست وثمانون سنة، وله كتاب «الشامل في القراءات» وهو كتاب كبير.

وفيها جوهر القائد، أبو الحسن الرّومي، مولى المعزّ بالله، ومقدّم جيشه، وظهيره ومؤيد دولته، وموطّد [٣] الممالك له، وكان عاقلا سائسا، حسن السيرة في الرعية، على دين مواليه، ولم يزل عالي الرتبة، نافذ الكلمة، إلى أن مات. وجرت له فصول في أخذ مصر يطول ذكرها، من ذلك، ما ذكره ابن خلّكان [٤] أن القائد جوهر وصل إلى الجيزة، وابتدئ في القتال في الحادي عشر من شعبان، سنة ثمان وخمسين فأسرت رجال، وأخذت خيل، ومضى جوهر إلى منية الصيادين [٥] وأخذ المخاضة بمنية شلقان، واستمال [٦] إلى جوهر جماعة من العسكر في مراكب، وجعل أهل


[١] في الأصل والمطبوع: «الغاية في القراءة» والتصحيح من «العبر» و «النجوم الزاهرة» (٤/ ١٦٠) .
[٢] تحرّف في «العبر» في طبعتيه إلى: «الحسن بن ثوبان» فيصحح فيهما.
[٣] في «العبر» طبع الكويت: «وموطئ» .
[٤] انظر «وفيات الأعيان» (١/ ٣٧٨- ٣٨٠) .
[٥] في الأصل والمطبوع: «مينة الصيادين» وهو خطأ، والتصحيح من «وفيات الأعيان» .
[٦] في «وفيات الأعيان» : «واستأمن» وهو أصوب.

<<  <  ج: ص:  >  >>