للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال أبو بكر الخوارزمي في حقه [١] : الصاحب نشأ من الوزارة في حجرها، ودب ودرج من وكرها [٢] ورضع أفاويق درها، وورثها عن آبائه [٣] كما قال أبو سعيد الرّستمي في حقه:

ورث الوزارة كابرا عن كابر ... موصولة الإسناد بالإسناد

يروي عن العبّاس عبّاد وزا ... رته وإسماعيل عن عبّاد

وأنشده أبو القاسم الزعفراني يوما أبياتا نونية من جملتها:

أيا من عطاياه تهدي الغنى ... إلى راحتي من نأى أو دنا

كسوت المقيمين والزائرين ... كسا لم نخل مثلها ممكنا

وحاشية الدار يمشون في ... صنوف [٤] من الخزّ إلا أنا

فقال الصاحب: قرأت في أخبار معن بن زائدة الشيباني، أن رجلا قال له: احملني أيها الأمير، فأمر له بناقة، وفرس، وبغل، وحمار، وجارية، ثم قال: لو علمت أن الله تعالى خلق مركوبا غير هذا لحملتك عليه، وقد أمرنا لك من الخزّ بجبة، وقميص، وعمامة، ودرّاعة، وسراويل، ومنديل، ومطرف، ورداء، وكساء، وجورب، وكيس، ولو علمنا لباسا آخر يتخذ من الخزّ لأعطيناكه.

واجتمع عنده من الشعراء ما لم يجتمع عند غيره، ومدحوه بغرر المدائح، وكان حسن الأجوبة.

كتب إليه بعضهم رقعة أغار فيها على رسائله، وسرق جملة من ألفاظه، فوقّع فيها: هذه بضاعتنا ردت إلينا.

وصنّف في اللغة كتابا سمّاه «المحيط» في سبع مجلدات [٥] ، وكتاب


[١] لا زال المؤلف ينقل عن «يتيمة الدهر» .
[٢] في «يتيمة الدهر» الذي بين يدي: «في وكرها» .
[٣] في «يتيمة الدهر» : «وورثها من أبيه» .
[٤] في «يتيمة الدهر» : «ضروب» .
[٥] قال ابن خلكان: رتبه على حروف المعجم، كثّر فيه الألفاظ، وقلّل الشواهد، فاشتمل من

<<  <  ج: ص:  >  >>