للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

توفي بمصر، ونقل فدفن في دار اشتراها من الأشراف بالمدينة من أقرب شيء إلى قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وذكره الحافظ ابن عساكر في «تاريخ دمشق» وأورد من شعره:

من أخمل النّفس أحياها وروّحها ... ولم يبت طاويا منها على ضجر

إنّ الرّياح إذا اشتدّت عواصفها ... فليس ترمي سوى العالي من الشّجر [١]

وقال: كان كثير الإحسان إلى أهل الحرمين، واشترى بالمدينة دارا بالقرب من المسجد ليس بينها وبين الضريح النبوي، على ساكنه أفضل الصلاة والسلام سوى جدار واحد، وأوصى أن يدفن بها، وقرر مع الأشراف ذلك، ولما مات حمل تابوته من مصر إلى الحرمين، وخرجت الأشراف إلى لقائه وفاء بما أحسن إليهم، فحجّوا به وطافوا، ووقفوا بعرفة، ثم ردّوه إلى المدينة ودفنوه بالدّار المذكورة. انتهى كلام ابن عساكر.

ويقال: إن بعضهم أنشد:

سرى نعشه فوق الرّقاب وطالما ... سرى جوده فوق السّحاب ونائله

يمرّ على الوادي فتثنى رماله ... عليه وبالنّادي فتبكي أرامله [٢]

رحمه الله تعالى.

وحنزابه: بكسر الحاء المهملة، وسكون النون، وفتح الزاي، وبعد الألف موحدة، ثم هاء ساكنة، هي أم أبيه الفضل بن جعفر، والحنزابه في اللغة: المرأة القصيرة الغليظة.


[١] البيتان أوردهما ابن منظور في «مختصر تاريخ دمشق» (٦/ ٧٧) مع الخبر باختصار، وذكرهما مع الخبر ابن خلكان في «وفيات الأعيان» (١/ ٣٤٩) وذكرهما ابن شاكر الكتبي في «فوات الوفيات» (١/ ٢٩٣) ، وياقوت في «معجم الأدباء» (٧/ ١٦٥) ، والصفدي في «الوافي بالوفيات» (١١/ ١١٩) ، وابن كثير في «البداية والنهاية» (١١/ ٣٢٩) .
[٢] لم أعثر على البيتين في المصادر والمراجع التي بين يدي.

<<  <  ج: ص:  >  >>