للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لكن المتنبي أخذ بعلو همّته في نقض ما قالوا فقال:

إذا غامرت في شرف مروم ... فلا تقنع بما دون النّجوم

فطعم الموت في أمر حقير ... كطعم الموت في أمر عظيم [١]

انتهى.

وفيها أبو جعفر [٢] أحمد بن محمد بن المرزبان الأبهري- أبهر أصبهان- سمع جزء لوين، من محمد بن إبراهيم الحزوّري، سنة خمس وثلاثمائة، وكان أديبا فاضلا.

وفيها أبو إسحاق الطّبري، إبراهيم بن أحمد المقرئ الفقيه المالكي المعدّل، أحد الرؤساء والعلماء ببغداد. قرأ القرآن على ابن بويان [٣] ، وأبي عيسى بكّار، وطبقتهما، وحدّث عن إسماعيل الصفّار وطبقته، وكانت داره مجمع أهل القرآن والحديث، وإفضاله زائد على أهل العلم، وكان ثقة.

وفيها الجوهري، صاحب «الصحاح» أبو نصر إسماعيل بن حمّاد التركي اللّغوي، أحد أئمة اللسان، وكان في جودة الخط [٤] في طبقة ابن مقلة، ومهلهل. أكثر الترحال، ثم سكن بنيسابور.

قال القفطي: إنه مات متردّيا من سطح جامع نيسابور [٥] في هذا العام.

قال: وقيل: مات في حدود الأربعمائة، وقيل: إنه تسودن، وعمل له


[١] البيتان في «ديوان أبي الطيب المتنبي» (٤/ ١١٩) بشرح العكبري، وتحقيق السقا، والأبياري، والشلبي.
[٢] في الأصل والمطبوع: «أبو حفص» والتصحيح من «العبر» (٣/ ٥٦) .
[٣] تحرّف في «العبر» (٣/ ٥٦) إلى «ابن ثوبان» فيصحح فيه.
[٤] في الأصل والمطبوع: «في جودة الحفظ» والتصحيح من «العبر» (٣/ ٥٧) .
[٥] في «إنباه الرواة» (١/ ١٩٦) و «سير أعلام النبلاء» (١٧/ ٨٢) و «غربال الزمان» ص (٣٣٤) ، «من سطح داره» .

<<  <  ج: ص:  >  >>