للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بحلب، وروى عن أبي الحسين علي بن سليمان الأخفش، وابن درستويه، وأبي عبد الله الكرماني، وأبي بكر الصّولي. وعنه: أبو القاسم الحسين بن علي بن أبي أسامة الحلبي، وأخوه أبو الحسين أحمد، وأبو الفرج الببّغاء [وأبو الخطّاب بن عون الحريري، وأبو بكر الخالدي] [١] ، والقاضي أبو طاهر، وصالح بن جعفر الهاشمي.

ومن محاسن شعره قوله فيه من جملة قصيدة:

أمير العلى إنّ العوالي كواسب ... علاءك في الدّنيا وفي جنّة الخلد

يمرّ عليك الحول سيفك في الطّلى ... وطرفك ما بين الشكيمة واللّبد

ويمضي عليك الدّهر فعلك للعلى ... وقولك للتقوى وكفك للرّفد

ومن شعره أيضا:

أحقّا إنّ قاتلتي زرود ... وأن عهودها [٢] تلك العهود

وقفت وقد فقدت الصبر حتّى ... تبيّن موقفي أني الفقيد

وشكّت في عذّالي فقالوا ... لرسم الدّار أيّكما العميد

وله مع المتنبي وقائع ومعارضات في الأناشيد.

وحكى أبو الخطّاب بن عون الحريري النحوي الشاعر، أنه دخل على أبي العبّاس النّامي، قال: فوجدته جالسا ورأسه كالثّغامة [٣] بياضا، وفيه شعرة واحدة سوداء، فقلت له: يا سيدي في رأسك شعرة سوداء، فقال: نعم هذه بقية شبابي وأنا أفرح بها، ولي فيها شعر، فقلت: أنشدنيه فأنشد:

رأيت في الرأس شعرة بقيت ... سوداء تهوى العيون رؤيتها


[١] ما بين حاصرتين زيادة من «وفيات الأعيان» (١/ ١٢٤- ١٢٥) مصدر المؤلف.
[٢] تحرّفت في الأصل إلى «أن عهودنا» .
[٣] الثغامة: نبت أبيض الثمر يشبه بياض الشيب. انظر «لسان العرب» (ثغم) .

<<  <  ج: ص:  >  >>