للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحسين القطّان، وجماعة، وتوفي في رمضان، وله أربع وتسعون سنة.

وفيها عبد الغني بن سعيد بن علي بن سعيد بن بشر بن مروان الأزدي المصري السمرقندي [١] صاحب التصانيف، كان ثقة صاحب سنّة، حافظا علّامة، من تآليفه كتاب «المؤلف والمختلف» . مات في سابع صفر وله سبع وسبعون سنة. روى عن عثمان بن محمد السمرقندي، وإسماعيل بن الجراب [٢] ، والدارقطني، وطبقتهم، ورحل إلى الشام، فسمع من الميانجي وطبقته، وكان الدارقطني يفخم أمره ويرفع ذكره، ويقول: كأنه شعلة نار.

وقال [٣] منصور الطرسوسي: خرجنا نودع الدارقطني بمصر فبكينا، فقال:

تبكون وعندكم عبد الغني، وفيه الخلف.

وقال البرقاني: ما رأيت بعد الدارقطني أحفظ من بعد الغني.

وقال ابن خلّكان [٤] : انتفع به خلق كثير، وكانت بينه وبين أبي أسامة جنادة اللغوي، وأبي علي المقرئ الأنطاكي مودّة أكيدة، واجتماع في دار الكتب، ومذاكرات، فلما قتلهما الحاكم صاحب مصر، استتر بسبب ذلك الحافظ عبد الغني خوفا أن يلحق بهما لاتهامه بمعاشرتهما، وأقام مستخفيا مدة حتّى حصل له الأمن، فظهر.

وقال أبو الحسن علي بن بقا، كاتب الحافظ عبد الغني: سمعت الحافظ عبد الغني يقول: رجلان جليلان لزمهما لقبان قبيحان: معاوية بن عبد الكريم الضّالّ، لم يكن ضالّا، وإنما ضلّ في طريق مكّة، وعبد الله بن محمد الضعيف، كان ضعيفا في جسمه لا في حديثه. انتهى ملخصا.


[١] انظر «العبر» (٣/ ١٠٢- ١٠٣) و «غربال الزمان» ص (٣٤٤) .
[٢] في «آ» : «وإسماعيل الجراب» .
[٣] في «آ» و «ط» : «وكان» وهو خطأ، والتصحيح من «العبر» .
[٤] انظر «وفيات الأعيان» (٣/ ٢٢٣) .

<<  <  ج: ص:  >  >>