للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بخارى وهم أهل عمود. أول ما ملك هذا الرّيّ، ثم نيسابور، ثم أخذ أخوه داود بلخ وغيرها، واقتسما الممالك، وملك طغرلبك العراق، وقمع الرافضة، وزال به شعارهم، وكان عادلا في الجملة، حليما، كريما، محافظا على الصلوات، يصوم الخميس والاثنين، ويعمر المساجد.

ودخل بابنة القائم وله سبعون سنة، وعاش عقيما ما بشّر بولد، ومات بالرّيّ، وحملوا تابوته، فدفنوه بمرو، عند قبر أخيه داود بن جغريبك [١] .

انتهى.

وقال السيوطي في «تاريخ الخلفاء» [٢] : وفي سنة أربع وخمسين، زوّج الخليفة ابنته لطغرلبك [٣] ، بعد أن دافع بكل ممكن، وانزعج واستعفى، ثم لان لذلك [٤] برغم منه، وهذا أمر لم ينله أحد من ملوك بني بويه، مع قهرهم للخلفاء وتحكّمهم فيهم [٥] .

قلت [٦] : والآن زوّج خليفة عصرنا ابنته من واحد من مماليك السلطان، فضلاء عن السلطان، ف إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ. ٢: ١٥٦ ثم قدم طغرلبك في سنة خمس [وخمسين] فدخل بابنة الخليفة، وأعاد المواريث والمكوس، وضمن بغداد بمائة وخمسين ألف دينار، ثم رجع إلى الرّيّ فمات بها في رمضان، فلا عفا الله عنه! وأقيم في السلطنة بعده ابن أخيه عضد الدولة ألب أرسلان صاحب خراسان، وبعث إليه القائم بالخلع والتقليد.


[١] في «آ» و «ط» : «جعفر بيك» وما أثبته من «العبر» و «سير أعلام النبلاء» (١٨/ ١٠٦) .
[٢] انظر «تاريخ الخلفاء» للسيوطي ص (٤٢٠) .
[٣] في «آ» و «ط» : «بنته بطغرلبك» وما أثبته من «تاريخ الخلفاء» .
[٤] في «آ» و «ط» : «لان الملك» وما أثبته من «تاريخ الخلفاء» .
[٥] في «آ» و «ط» : «فيه» والتصحيح من «تاريخ الخلفاء» .
[٦] القائل الحافظ السيوطي.

<<  <  ج: ص:  >  >>