للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإسلام. ولد في جمادى الآخرة سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة، وسمع أوّل سنة ثلاث وأربعمائة، وتفقه في مذهب الشافعي على القاضي أبي الطّيب الطبري، وأبي الحسن المحاملي، وغيرهما، وروى عن أبي عمر بن مهدي، وابن الصّلت الأهوازي، وطبقتهما.

قال ابن ماكولا: كان أحد الأعيان ممّن شاهدناه، معرفة، وحفظا، وإثباتا، وضبطا لحديث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وتفنّنا في علله وأسانيده، وعلما بصحيحه وغريبه، وفرده ومنكره [ومطروحة] [١] . قال: ولم يكن للبغداديين بعد الدارقطني مثله.

وقال ابن السمعاني [٢] : كان مهيبا، وقورا، ثقة، متحريا، حجّة، حسن الخط [٣] ، كثير الضبط، فصيحا، ختم به الحفّاظ.

وقال غيره: كان يتلو في كل يوم وليلة ختمة، وكان حسن القراءة، جهوري الصوت، وله «تاريخ بغداد» الذي لم يصنّف مثله.

وقال ابن الأهدل: تصانيفه قريب من مائة مصنّف في اللغة، وبرع فيه، ثم غلب عليه الحديث والتاريخ، وكان الشيخ أبو إسحاق [٤] يراجعه في الحديث، ويعمل بقوله، وحمل نعشه يوم مات، وكان أبو بكر بن أزهر الصوفي قد أعدّ لنفسه قبرا إلى جانب قبر بشر الحافي، وكان يبيت فيه في الأسبوع مرّة ويقرأ فيه القرآن كله، وكان الخطيب قد أوصى أن يدفن إلى جانب بشر الحافي، فسأل المحدّثون ابن أزهر أن يؤثرهم بقبره للخطيب، فامتنع، فألحّ عليه الشيخ أبو سعيد الصوفي، فسمح، فدفن فيه الخطيب، وكان قد تصدّق بجميع ماله،


[١] زيادة من «سير أعلام النبلاء» (١٨/ ٢٧٥) وانظر التعليق عليه.
[٢] نقل المؤلف هذا الخبر عن «الذيل» للسمعاني كما هو مبين في «سير أعلام النبلاء» (١٨/ ٢٧٧) .
[٣] في «آ» : «حسن الحفظ» وما جاء في «ط» موافق لما عند الذهبي في «سير أعلام النبلاء» .
[٤] يعني الشيرازي.

<<  <  ج: ص:  >  >>