للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومعيقيب بن أبي فاطمة الدّوسي من مهاجرة الحبشة، قيل: وشهد بدرا.

والأشعث بن قيس الكندي بالكوفة في ذي القعدة، وكان شريفا مطاعا جوادا شجاعا، وله صحبة، ارتدّ زمن الرّدّة، ثم أسلم وتزوج أخت أبي بكر بالمدينة، فأمر غلمانه أن يذبحوا ما وجدوه من البهائم في شوارع المدينة ففعلوا، فصاح النّاس عليهم، فقال: أيها النّاس، قد تزوّجت عندكم، ولو كنت في بلادي لأولمت وليمة مثلي، فاقبلوا ما حضر من هذه البهائم، وكل من تلف له شيء فليأتني [١] لثمنه، وكان هاجر في أول الإسلام من اليمن في ثمانين رجلا، منهم عمرو بن معدي كرب الزبيدي، ثم ارتدّا زمن الرّدّة، وأسلما، وحسن إسلامهما، وحمدت مواقفهما.

وفيها استشهد أمير المؤمنين سامي المناقب أبو الحسنين عليّ بن أبي طالب الهاشمي رضي الله عنه، ضربه عبد الرّحمن بن ملجم الخارجي في يافوخه [٢] ، فبقي يوما، ثم مات [٣]- وقتل ابن ملجم وأحرق- وكان ذلك


وفاته، فقال خليفة بن خياط في «تاريخه» ص (١٦٦) : مات سنة ثلاثين، وأيده الواقدي كما ذكر ابن الأثير في «أسد الغابة» (٥/ ٢٤) ، ورجح الذهبي في «تاريخ الإسلام» (٢/ ٢٦٦) ، وابن حجر في «الإصابة» (٩/ ٤٩) وفاته سنة ستين، قال الحافظ ابن حجر: وقيل: مات سنة أربعين. وهو آخر من مات من البدريين. وانظر «المعارف» لابن قتيبة ص (٢٧٢) و «الاستيعاب» لابن عبد البر على هامش «الإصابة» (١١/ ١٢١- ١٢٤) ، و «الأعلام» للزركلي (٥/ ٢٦١) .
[١] في الأصل: «فليأتي» وأثبتنا ما في المطبوع.
[٢] اليافوخ: ملتقى عظم مقدّم الرّأس ومؤخّره. «لسان العرب» «يفخ» (٦/ ٤٩٦٣) .
[٣] قلت: قال الطبري في «تاريخه» (٥/ ١٤٧- ١٤٨) ، وابن كثير في «البداية» (٧/ ٣٢٨- ٢٣٩) : فلما حضرته الوفاة أوصى، فكانت وصيّته:
«بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما أوصى به علي بن أبي طالب، أوصى أنه يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على

<<  <  ج: ص:  >  >>