للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتخرّج به أئمة كبار، ولم يحجّ ولا وجب عليه، لأنه كان فقيرا متعفّفا، قانعا باليسير. ودرّس بالنظامية، وله شعر حسن. توفي في الحادي والعشرين من جمادى الآخرة. قاله في «العبر» [١] .

وقال ابن قاضي شهبة [٢] : قال الشيخ أبو إسحاق: كنت أعيد كل قياس ألف مرة، فإذا فرغت أخذت قياسا آخر على هذا، وكنت أعيد كل درس مائة مرة، وإذا كان في المسألة بيت يستشهد به، حفظت القصيدة التي فيها البيت.

وكانت الطلبة ترحل من الشرق والغرب إليه، والفتاوى تحمل من البرّ والبحر إلى بين يديه.

قال رحمه الله: لما خرجت في رسالة الخليفة إلى خراسان، لم أدخل بلدا ولا قرية إلّا وجدت قاضيها، أو خطيبها، أو مفتيها، من تلامذتي.

وبنيت له النظامية ودرّس بها إلى حين وفاته، ومع هذا فكان لا يملك شيئا من الدنيا، بلغ به الفقر حتّى كان لا يجد في بعض الأوقات قوتا ولا لباسا، وكان طلق الوجه، دائم البشر، كثير البسط، حسن المجالسة، يحفظ كثيرا من الحكايات الحسنة والأشعار، وله شعر حسن.

قال أبو بكر الشّاشي: الشيخ أبو إسحاق حجّة الله تعالى على أئمة العصر.

وقال ابن السمعاني: إن الشيخ أبا إسحاق قال: كنت نائما ببغداد، فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلّم ومعه أبو بكر وعمر، فقلت [٣] : يا رسول الله، بلغني


[١] (٣/ ٢٨٥- ٢٨٦) .
[٢] انظر «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة (١/ ٢٥٢- ٢٥٣) .
[٣] تحرّفت في «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة إلى «فقال» فتصحح.

<<  <  ج: ص:  >  >>