للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والرأي، وحديث وفاته وتثبّته عند النزع، مذكور في «صحيح مسلم» [١] ، وفيه عبرة، وقال آخر أمره: اللهم إنك أمرتنا فعصينا، ونهيت فارتكبنا، فلا أنا بريء فأعتذر، ولا قويّ فأنتصر، ولكن لا إله إلا أنت، ثم فاضت روحه رحمه الله تعالى ورضي عنه.

وفيها توفي عبد الله [بن] [٢] سلام الإسرائيلي حليف الأنصار، من سبط يوسف بن يعقوب عليهما الصلاة والسلام، وقصة إسلامه مشهورة في «الصحاح» [٣] ، وشهد له النبيّ صلى الله عليه وسلم بالجنة، وهو المراد عند بعض المفسرين


[١] رواه مسلم في «صحيحه» رقم (١٢١) في الإيمان، باب كون الإسلام يهدم ما قبله، وكذا الهجرة والحج من حديث ابن شحاتة المهري، قال: قال: حضرنا عمرو بن العاص وهو في سياق الموت، فبكى طويلا وحول وجهه إلى الجدار، فجعل ابنه يقول: يا أبتاه، أما بشّرك رسول الله صلى الله عليه وسلم بكذا، أما بشرك رسول الله صلى الله عليه وسلم بكذا؟ قال: فأقبل بوجهه فقال: إن أفضل ما نعدّ شهادة أن لا إله إلّا الله وأن محمدا رسول الله، إني قد كنت على أطباق (أي أحوال) من ثلاث لقد رأيتني وما أحد أشد بغضا لرسول الله صلى الله عليه وسلم مني، ولا أحب إليّ أن أكون قد استمكنت منه فقتلته، فلو مت على تلك الحال لكنت من أهل النار، فلما جعل الله الإسلام في قلبي أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: ابسط يمينك فلأبايعك، فبسط يمينه قال: فقبضت يدي، قال: ما لك يا عمرو؟ قال: قلت: أريد أن أشترط؟ قال: «تشترط بماذا؟» قلت: أن يغفر لي، قال: «أما علمت أن الإسلام يهدم ما كان قبله، وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها، وأن الحج يهدم ما كان قبله؟» وما كان أحد أحب إليّ من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أجلّ في عيني، وما كنت أطيق أن أملأ عيني منه إجلالا له، ولو سئلت أن أصفه ما أطقت، لأني لم أكن أملأ عيني منه، ولو مت على تلك الحال لرجوت أن أكون من أهل الجنة، ثم ولّينا أشياء ما أدري ما حالي فيها، فإذا أنامت فلا تصحبني فائحة ولا نار، فإذا دفنتموني فشنّوا عليّ التراب شنّا، ثم أقيموا حول قبري قدر ما تنحر جزور ويقسم لحمها حتى أستأنس بكم، وأنظر ماذا أراجع به رسل ربي.
وفي هذا الحديث عبرة كما ذكر المؤلف رحمه الله.
[٢] لفظة: «ابن» سقطت من الأصل، واستدركناها من المطبوع، ومن كتب الرجال.
[٣] رواها البخاري رقم (٣٣٢٩) في الأنبياء، باب خلق آدم وذريته وهي بتمام سياقتها.
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: بلغ عبد الله بن سلام مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، فأتاه فقال: إني سائلك عن ثلاث لا يعلمهن إلا نبي: ما أول أشراط الساعة، وما أول طعام

<<  <  ج: ص:  >  >>