للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

جاءت سخينة [كي] [١] تغالب ربّها ... فليغلبنّ مغالب الغلّاب [٢]

فقال له النبيّ صلى الله عليه وسلم: «لقد شكرك الله يا كعب على قولك هذا» [٣] . وفيها مات المغيرة بن شعبة الثقفيّ، أسلم عام الخندق، وولي العراق لعمر، وغيره، وكان من رجال الدّهر حزما، وعزما، ورأيا، ودهاء، يقال: إنه أحصن ثلاثمائة امرأة، وقيل ألف امرأة، ولّاه عمر البصرة ثم الكوفة.

وفيها توفّيت أمّ المؤمنين صفيّة بنت حيي بن أخطب الإسرائيليّة، الهارونيّة، وكانت جميلة فاضلة، كفاها فضلا ونبلا زواج النبيّ صلى الله عليه وسلم، وأوتيت أجرها مرّتين، جاءت جاريتها عمر فقالت: إن صفيّة تحبّ السّبت، وتصل اليهود، فبعث إليها عمر يسألها عن ذلك، فقالت: أمّا السّبت فلم أحبّه، وقد أبدلني الله يوم الجمعة، وأمّا اليهود، فإنّ لي فيهم رحما، وقالت للجارية:

ما حملك على هذا؟ قالت: الشيطان، قالت: اذهبي فأنت حرّة لوجه الله تعالى [٤] .

وفيها غزا يزيد بن معاوية القسطنطينية، وقيل: في سنة إحدى وخمسين [٥] .


[١] لفظة «كي» سقطت من الأصل، وأثبتناها من المطبوع.
[٢] البيت في «السيرة النبوية» لابن هشام (٢/ ٢٦١) ، وجاء في حاشيتها، سخنية: لقب قريش في الجاهلية، وذكروا أن قصيا كان إذا ذبح ذبيحة أو نحر نحيرة بمكة أتى بعجزها فصنع منه خزيرة- وهو لحم يطبخ ببر- فيطعمه الناس، فسميت قريش بها سخينة. وقيل: إن العرب كانوا إذا أسنتوا أكلوا العلهز، وهو الوبر والدم، وتأكل قريش الخريزة، فنفست عليهم ذلك، فلقبوهم سخينة.
[٣] انظر «السيرة النبوية» لابن هشام (٢/ ٢٦١) .
[٤] جملة: «لوجه الله تعالى» سقط من المطبوع.
[٥] لفظة «وخمسين» سقطت من المطبوع.

<<  <  ج: ص:  >  >>