للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويتبرّك [١] وكان عقبيّا [٢] كثير المناقب، وموضع بيته الذي نزل فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم مدرسة تعرف بالشهابيّة [٣] .

وفيه موضع يقال له: المبرك، يعنون مبرك ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم [٤] .

وفيها قتل حجر بن عديّ وأصحابه بمرج عذراء [٥] من أرض الشام، قيل: قتلوا بأمر معاوية، ولذا قال عليّ كرّم الله وجهه: حجر بن عديّ وأصحابه كأصحاب الأخدود وَما نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ٨٥: ٨ [البروج: ٨] ، فإن صحّ هذا عن عليّ فيكون من باب الإخبار بالغيب، لأنه توفي قبل كما تقدّم [٦] ، وكان لحجر صحبة ووفادة [٧] وجهاد وعبادة.

وفيها على الأصح توفّي جرير بن عبد الله البجليّ بقرقيسا [٨] .


[١] لا ينبغي أن يستسقى بالقبر ولا أن يتبرك به، وقد استسق عمر بن الخطاب رضي الله عنه بالعباس بن عبد المطلب عم النبي صلى الله عليه وسلم، أي بدعائه وهو على قيد الحياة. (ع) .
[٢] في الأصل: «عتيا» وهو خطأ، والصواب ما في المطبوع. والمعنى أنه كان من أهل بيعة العقبة.
[٣] ولا أثر لهذه المدرسة الآن، وقد بني في مكانها في هذا العصر المتأخر دائرة لوزارة الأوقاف.
[٤] ولا يوجد أثر لموضع مبرك الناقة اليوم فيه.
[٥] قال ياقوت: عذراء قرية بغوطة دمشق من إقليم خولان معروفة، وإليها ينسب مرج، وإذا انحدرت من ثنية العقاب وأشرفت على الغوطة فتأملت على يسارك رأيتها أول قرية تلي الجبل، وبها منارة، وبها قتل حجر بن عدي الكندي، وبها قبره، وقيل: إنه هو الذي فتحها. انظر «معجم البلدان» (٤/ ٩١) و (٥/ ١٠١) .
[٦] بل لا يصح ذلك، لأن عليا رضي الله عنه لا يعلم الغيب، بل ورسول الله صلى الله عليه وسلم لم يعلم الغيب، إلا بإخبار الوحي من السماء، ولا وحي بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم. (ع) .
[٧] في الأصل: «ووقارة» وما أثبتناه من المطبوع. يقال: وفد فلان على الأمير، أي ورد رسولا، فهو وافد، والاسم الوفادة.
[٨] يقال لها: قرقيساء بياء واحدة، وقرقيسياء، بياءين، معرب من كركيسياء، وهو مأخوذ من كركيس، وهو اسم لإرسال الخيل، المسمى بالعربية الحلبة، وهي كورة من كور ديار ربيعة، بين الجزيرة والشام. انظر «معجم البلدان» (٤/ ٢٢٨، و ٢٢٩) .

<<  <  ج: ص:  >  >>