للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسمع بها من الفقيه نصر المقدسي، سنة إحدى وثمانين وأربعمائة، ورحل إلى بغداد، وأقام بالمدرسة النظامية سنين كثيرة، ومدح ورثى غير واحد من المدرسين بها وغيرهم، ثم رحل إلى خراسان وامتدح بها جماعة من رؤسائها، وانتشر شعره هناك، وذكر له عدة مقاطيع من الشعر، وأثنى عليه.

انتهى.

وله ديوان شعر اختاره بنفسه وذكر في خطبته أنه ألف بيت.

وقال العماد الكاتب: جاب [١] البلاد، وأكثر النّقل والحركات، وتغلغل في أقطار خراسان وكرمان، ولقي الناس، ومدح ناصر الدّين مكرم بن العلاء، وزير كرمان بقصيدته البائية التي يقول فيها، ولقد أبدع:

حملنا من الأيام ما لا نطيقه ... كما حمل العظم الكسير العصائبا

ومنها في قصر الليل وهو معنى لطيف:

وليل رجونا أن يدبّ عذاره ... فما اختطّ حتّى صار بالفجر شائبا

ومن جيد شعره المشهور قوله:

قالوا هجرت الشّعر قلت ضرورة ... باب الدّواعي والبواعث مغلق

خلت الدّيار فلا كريم يرتجى ... منه النّوال ولا مليح يعشق

ومن العجائب أنه لا يشترى ... ويخان فيه مع الكساد ويسرق

[٢] ومن شعره وفيه صناعة حسنة:

وخز الأسنّة والخضوع لناقص ... أمران في ذوق النّهى مرّان


[١] في «آ» : «جال» .
[٢] رواية البيت في «مختصر تاريخ دمشق» (٤/ ٨٢) اختصار وتحقيق الأستاذ الفاضل إبراهيم الصالح، طبع دار الفكر بدمشق:
ومن العجائب أنه لا يشترى ... ومع الكساد يخان فيه ويسرق

<<  <  ج: ص:  >  >>