للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ديوان شعر، وكان أبوه ينشد الأشعار ويغني في أسواق طرابلس، ونشأ أبو الحسين المذكور، وحفظ القرآن الكريم، وتعلم اللغة والآداب، وقال الشعر، وقدم دمشق فسكنها، وكان رافضيا [١] كثير الهجاء، خبيث اللّسان، ولما كثر ذلك منه سجنه بوري بن أتابك طغتكين، صاحب دمشق مدة، وعزم على قطع لسانه، ثم شفعوا فيه فنفاه، وكان بينه وبين ابن القيسراني مكاتبات وأجوبة ومهاجاة، وكانا مقيمين بحلب ومتنافسين في صناعتهما كما جرت عادة المتماثلين.

ومن شعره من جملة قصيدة:

وإذا الكريم رأى الخمول نزيله ... في منزل فالحزم أن يترحّلا

كالبدر لمّا أن تضاءل جدّ في ... طلب الكمال فحازه متنقّلا

سفها لحلمك أن رضيت بمشرب ... رنق [٢] ورزق الله قد ملأ الملا

ساهمت عيسك مرّ عيشك قاعدا ... أفلا فليت بهنّ ناصية الفلا

فارق ترق كالسيف سلّ فبان في ... متنيه ما أخفى القراب وأخملا

لا تحسبنّ ذهاب نفسك ميتة ... ما الموت إلّا أن تعيش مذلّلا

للقفر لا للفقر هبها إنما ... مغناك ما أغناك أن تتوسّلا

لا ترض من دنياك ما أدناك من ... دنس وكن طيفا جلا ثمّ انجلى

وهي طويلة كلها حسن.

ومن محاسن شعره القصيدة التي أولها:

من ركّب البدر في صدر الرّديني ... وموّه [٣] السّحر في حدّ اليمانيّ


[١] في «ط» : «شيعيا» .
[٢] في «آ» و «ط» : «زيف» وأثبت لفظ «وفيات الأعيان» و «الوافي بالوفيات» .
[٣] في «ط» : «ومره» .

<<  <  ج: ص:  >  >>