للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عطشان سقيته، فبقي إذا كلّمه أحد جهز عليه، فهلكوا إلى رحمة الله كلهم.

واشتدّ القحط بخراسان، وتخربت بأيدي الغزّ، ومات سلطانها سنجر، وغلب كل أمير على بلد واقتتلوا، وتعثرت الرعية الذين نجوا من القتل.

وفيها هزم نور الدّين الفرنج على صفد، وكانت وقعة عظيمة.

[وفيها انقرضت دولة الملثّمين. بالأندلس، لم يبق منهم إلّا جزيرة ميورقة] [١] .

وفيها أخذ نور الدّين من الفرنج غزّة وبانياس. وملك شيزر من بني منقذ [٢] .

وفيها توفي القاضي أبو بكر بن محمد بن عبد الله اليافعي [٣] . حضر موته صاحب «البيان» [٤] وقال [حين نعي] [٥] : ماتت المروءة. أخذ الفقه عن زيد اليفاعيّ [٦] . وكان عالما شاعرا. روى عن أبيه وجدّه [٧] كتاب «رسالة الشافعي» و «مختصر المزني» وولي قضاء اليمن، وكان له ولد يقال له محمد، مات في حياته، فرثاه وقال:

جوار الله خير من جواري ... له دار لكلّ خير دار

وكان للقاضي أبي بكر جاه عظيم عند الملوك، خلّص فقهاء اليمن من


[١] ما بين حاصرتين سقط من «آ» وأثبته من «ط» و «العبر» .
[٢] انظر «الكامل في التاريخ» (١١/ ٢١٩- ٢٢١) و «دول الإسلام» (٢/ ٦٨) و «العبر» (٤/ ١٤٦) .
[٣] انظر «مرآة الجنان» (٣/ ٣٠٠- ٣٠١) و «غربال الزمان» ص (٤٣١- ٤٣٢) .
[٤] وهو الإمام يحيى بن أبي الخير بن سالم اليماني. سترد ترجمته في وفيات سنة (٥٥٨) انظر ص (٣٠٨) .
[٥] ما بين حاصرتين زيادة من «مرآة الجنان» .
[٦] في «آ» و «ط» : «البقاعي» وما أثبته من «غربال الزمان» و «طبقات فقهاء اليمن» للجعدي ص (١٥٠ و ١٧٥ و ٢١٣) .
[٧] في «آ» و «ط» : «عن ابنه وخاله» وما أثبته من «غربال الزمان» .

<<  <  ج: ص:  >  >>