للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبو القاسم علي ابن الحسن بن هبة الله الدمشقي [١] محدّث الشام، ثقة الدّين.

قال ابن شهبة [٢] : فخر الشافعية وإمام أهل الحديث في زمانه وحامل لوائهم، صاحب «تاريخ دمشق» وغيره من المؤلفات المفيدة المشهورة. مولده في مستهل سنة تسع وتسعين وأربعمائة. رحل إلى بلاد كثيرة، وسمع الكثير من نحو ألف وثلاثمائة شيخ وثمانين امرأة، وتفقّه بدمشق وبغداد، وكان ديّنا خيّرا يختم في كل جمعة، وأما في رمضان ففي كل يوم، معرضا عن المناصب بعد عرضها عليه، كثير الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قليل الالتفات إلى الأمراء وأبناء الدنيا.

قال الحافظ أبو سعد السمعاني في «تاريخه» : هو كثير العلم غزير الفضل، حافظ، ثقة، متقن، ديّن، خيّر، حسن السمت، جمع بين معرفة المتون والأسانيد، صحيح القراءة، متثبت، محتاط، رحل وبالغ في الطلب، إلى أن جمع ما لم يجمع غيره، وصنّف التصانيف، وخرّج التخاريج.

وقال أبو محمد عبد القادر الرّهاوي: رأيت الحافظ السّلفي والحافظ أبا العلاء الهمذاني، والحافظ أبا موسى المديني، ما رأيت فيهم مثل ابن عساكر. توفي في رجب ودفن بمقبرة باب الصغير شرقي الحجرة التي فيها معاوية، رضي الله عنه.

ومن تصانيفه المشهورة: «التاريخ الكبير» ثمانمائة [جزء في ثمانين وقد قام الإمام ابن منظور باختصار الكتاب إلى نحو الربع، وتقوم دار الفكر بدمشق بطبع هذا المختصر بتحقيق عدد من الأساتذة وقد صدرت معظم أجزائه.

وقام العلّامة الشيخ عبد القادر بدران الدّوماني الدمشقي بتهذيب هذا «التاريخ» وقد طبع من تهذيبه سبع مجلدات، اعتنى بإخراج السادس والسابع منها الأستاذ أحمد عبيد رحمه الله.


[١] انظر «وفيات الأعيان» (٣/ ٣٠٩- ٣١١) و «العبر» (٤/ ٢١٢- ٢١٣) و «سير أعلام النبلاء» (٢٠/ ٥٥٤- ٥٧١) وكتابي «عناقيد ثقافية» ص (٤٥- ٥١) طبع دار المأمون للتراث بدمشق.
[٢] انظر «طبقات الشافعية» (٢/ ١٣- ١٥) .

<<  <  ج: ص:  >  >>