للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قرية ببغداد [١]- الفقيه الحنبلي الضرير. دخل بغداد في صباه، وحفظ القرآن، وقرأ بالروايات على أبي محمد سبط الخيّاط، وسمع منه الحديث، ومن سعد الخير الأنصاري، ومن جماعة دونهما، وقرأ الفقه وحصّل منه طرفا صالحا، وكان صالحا صدوقا، توفي يوم الجمعة عاشر رجب، وصلّي عليه يومئذ ودفن بمقبرة الإمام أحمد عن نيف وأربعين سنة.

وفيها الحيص بيص شهاب الدّين أبو الفوارس سعد بن محمد بن سعد ابن صيفيّ التّميمي [٢] الشاعر المشهور، وله ديوان معروف. كان وافر الأدب، متضلعا من اللغة، بصيرا بفقه الشافعية والمناظرة.

قال ابن خلّكان: كان لا يخاطب أحدا إلّا باللغة العربية، ويلبس على زي العرب، ويتقلد سيفا، فرأى الناس في حركة مزعجة فقال: ما للناس حيص بيص، فلقّب بذلك.

وقال: تفقّه بالرّيّ على القاضي محمد بن عبد الكريم المعروف بالوزّان، وتميّز فيه، وتكلّم في الخلاف، إلّا أنه غلب عليه [الأدب، ونظم] [٣] الشعر. سمع الحديث، وحدّث. وقال: توفي في سادس شعبان ودفن من الغد غربي بغداد بمقابر [٤] قريش. انتهى.

وقال ابن شهبة في «تاريخ الإسلام» : وسموا ابنه هرج مرج، وابنته دخل خرج.

حكى نصر بن مجلّي- وكان من أهل السّنّة- أنه رأى عليّ بن أبي طالب- كرّم الله وجهه- في النوم، فقال له: يا أمير المؤمنين! تفتحون مكّة


[١] انظر «ذيل طبقات الحنابلة» (١/ ٣٤٣) .
[٢] انظر «وفيات الأعيان» (٢/ ٣٦٢- ٣٦٥) و «العبر» (٤/ ٢١٩) و «سير أعلام النبلاء» (٢١/ ٦١- ٦٢) و «البداية والنهاية» (١٢/ ٣٠١- ٣٠٢) .
[٣] زيادة من «وفيات الأعيان» (٢/ ٢٦٣) .
[٤] في «آ» : «بمقبرة» .

<<  <  ج: ص:  >  >>