للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها محمد البهلوان بن إلدكز [١] الأتابك، شمس الدّين، صاحب أذربيجان، وعراق العجم، توفي في هذه السنة، وقام بعده أخوه قزل، وكان السلطان طغرل [٢] السلجوقي من تحت حكم البهلوان كما كان أبوه أرسلان شاه من تحت حكم أبيه إلدكز [١] وكان له خمسة آلاف مملوك.

وفيها الشيخ الكبير، الولي الشهير، حياة بن قيس الحرّاني [٣] ، أحد الأربعة الذين قال فيهم أبو عبد الله القرشي: رأيت أربعة من المشايخ يتصرفون في قبورهم كحياتهم، الشيخ معروف الكرخي، والشيخ عبد القادر الجيلاني، والشيخ عقيل المنبجي، والشيخ حياة بن قيس الحرّاني، رضي الله عنهم، تخرّج بالشيخ حياة كثير من المريدين وأنجبوا، وله من الكرامات أحوال تذهل العقول، منها ما حكاه الشيخ الصالح غانم بن يعلى، قال:

انكسرت بنا سفينة في بحر الهند، فنجوت إلى جزيرة فوجدت فيها مسجدا فيه أربعة نفر متوجهون إلى الله تعالى، فلما كان وقت العشاء دخل الشيخ حياة الحرّاني فتبادروا للسلام، وتقدم فصلى بهم، ثم صلوا الفجر، وسمعته يقول في مناجاته: يا حبيب التائبين، ويا سرور العارفين، ويا قرّة عين العابدين، ويا أنس المنفردين، ويا حرز اللاجئين، ويا ظهير المنقطعين، يا من حنّت إليه قلوب الصّدّيقين، وأنست به أفئدة المحبين، وعلّقت عليه همة الخائفين. ثم بكى، فرأيت الأنوار قد حفّت بهم، ثم خرج من المسجد وهو يقول:


[١] في «آ» و «ط» : «الزكر» والتصحيح من «العبر» (٤/ ٢٤٢) .
[٢] في «آ» و «ط» : «طغربك» وفي «العبر» : «طغرل» وهو ما أثبته، وفي «سير أعلام النبلاء» (٢١/ ١٤٥) : «طغريل» .
[٣] انظر «العبر» (٤/ ٢٤٣) و «سير أعلام النبلاء» (٢١/ ١٨١- ١٨٢) و «مرآة الجنان» (٣/ ٤١٩- ٤٢٢) و «طبقات الأولياء» ص (٤٣٠- ٤٣١) و «غربال الزمان» ص (٤٦٥) .

<<  <  ج: ص:  >  >>