للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حنين إلى الأوطان ليس يزول ... وقلب عن الأشواق ليس يحول

ألا ليت شعري هل أبيتنّ ليلة ... وظلّك في مقرى [١] عليّ ظليل

دمشق فبي شوق إليها مبرّح ... وإن لجّ واش أو ألحّ عذول

بلاد [٢] بها الحصباء درّ وتربها ... عبير وأنفاس الشمال شمول

تسلسل فيها ماؤها وهو مطلق ... وصحّ نسيم الرّوض وهو عليل

وفي كبدي من قاسيون حرارة ... تزول رواسيه وليس تزول

وو الله ما فارقتها عن ملالة ... سواي عن العهد القديم يحول

ولكن أبت أن تحمل الضّيم همّتي ... ونفس لها فوق السّماك حلول

فإنّ الفتى يلقى المنايا مكرّما ... ويكره طول العمر وهو ذليل

[٣]

وكيف أخاف الدّهر [٤] أو أحرم الغنى ... ورأي ظهير الدّين في جميل

فتى الجدّ [٥] أمّا جاره فمكرّم [٦] ... عزيز وأمّا ضدّه فذليل

من القوم أمّا أحنف فمسفّه ... لديه وأمّا حاتم فبخيل

[٧]


[١] في «ديوانه» : «يا مقرى» وعلق محققه بقوله: «مقرى ورد في معجم البلدان أنها قرية من نواحي دمشق. وعيّن ابن طولون الصالحي مكانها بقوله في رسالته «ضرب الحوطة على الغوطة» : مقرى كانت قرية فخربت شرقي الصالحية أدركت فيها السبع قاعات، والآن باق بها مسجد ومئذنة عند طاحونها على نهر ثورا» .
[٢] في «ديوانه» : «ديار» .
[٣] في «آ» و «ط» : «وهو ظليل» والمثبت من «ديوانه» .
[٤] في «ديوانه» : «الفقر» .
[٥] في «ديوانه» : «المجد» .
[٦] في «ديوانه» : «فممنّع» .
[٧] تقدم هذا البيت في ديوانه إلى ما قبل البيت السابق.

<<  <  ج: ص:  >  >>