للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قاضي المارستان، وأبي منصور بن زريق. مات في ذي القعدة.

وفيها صاحب الجزيرة العمرية الملك سنجرشاه بن غازي بن مودود ابن أتابك زنكي [١] . قتله ابنه غازي وحلفوا له، ثم وثب عليه من الغد خواصّ أبيه فقتلوه، وملّكوا أخاه الملك المعظم، وكان سنجر سيىء السيرة ظلوما.

وفيها الجبّائي الإمام السّنّي أبو محمد عبد الله بن أبي الحسن بن أبي الفرج [٢] .

قال المنذري: ابن أبي الفضل، بدل ابن أبي الفرج، والأول أصح.

قال القطيعي: سألته عن مولده فقال: سنة إحدى وعشرين وخمسمائة تقريبا، وسألته عن نسبه فقال: نحن من قرية يقال لها الجبّة [٣] من ناحية بشرى من أعمال طرابلس، وكنا قوما نصارى فتوفي أبي ونحن صغار، وكان أبي من علماء النصارى، وهم يعتقدون فيه أنه يعلم الغيب، فلما مات نفذت إلى المعلّم، فقالت والدتي: ولدي الكبير للكسب وعمارة أرضنا، وولدي الصغير يضعف عن الكسب، وأشارت إليّ، ولنا أخ أوسط، فقال المعلّم: أمّا هذا الصغير- يعنيني- فما يتعلم، ولكن هذا- وأشار إلى أخي- فأخذه وعلّمه ليكون مقام أبي، فقدّر الله أن وقعت حروب، فخرجنا من قريتنا. فهاجرت من بينهم. وكان في قريتنا جماعة من المسلمين يقرؤون القرآن، وإذا سمعتهم أبكي، فلما دخلت أرض الإسلام أسلمت وعمري بضع عشرة سنة،


[١] انظر «العبر» (٥/ ١٢) و «تاريخ الإسلام» (٦١/ ١٥٤) .
[٢] انظر «التكملة لوفيات النقلة» (٢/ ١٥٣- ١٥٥) و «سير أعلام النبلاء» (٢١/ ٤٨٨) و «تكملة الإكمال» لابن نقطة (٢/ ٢٠١- ٢٠٢) و «العبر» (٥/ ١٢- ١٣) و «ذيل طبقات الحنابلة» (٢/ ٤٤- ٤٧) والقسم الذي نشره الدكتور إحسان عبّاس من كتاب «الاستسعاد بمن لقيت من صالحي العباد في البلاد» ضمن كتابه «شذرات من كتب مفقودة» ص (١٨٦- ١٨٧) وفيه بعض الخلاف عما في كتابنا.
[٣] وقال ابن نقطة أيضا: قال لي محمد بن عبد الواحد المقدسي: إنه من قرية من أعمال طرابلس الشام يقال لها «الجبّة» .

<<  <  ج: ص:  >  >>