للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في رجب حلّل المحرّم [١] ... وأخرب القدس في المحرّم

واستخدم القبط والنصارى ... وبعد ذا وزر المكرّم

وقال مجد الدّين قاضي الطّور:

مررت على القدس الشّريف مسلّما ... على ما تبقّى من ربوع وأنجم [٢]

ففاضت دموع العين منّي صبابة ... على ما مضى من عصره [٣] المتقدّم

وقد رام علج أن يعفّي رسومه ... وشمّر عن كفّي لئيم مذمّم

فقلت له شلّت يمينك خلّها ... لمعتبر أو سائل أو مسلّم

فلو كان يفدى بالنّفوس فديته ... بنفسي وهذا الظّنّ في كلّ مسلم [٤]

وفي شعبان أخذت الفرنج دمياط بعد ما حصر أهلها ووقع فيهم الوباء، وعجز الكامل عن نصرهم، فطلبوا من الفرنج الأمان وأن يخرجوا منها بأهلهم وأموالهم في القساقسة [٥] وحلفوا لهم على ذلك، ففتحوا لهم الأبواب، فدخلوا وغدروا بأهلها، ووضعوا فيهم السيف، قتلا وأسرا، وباتوا في الجامع يفجرون بالنساء ويفتضّون البنات، وأخذوا المنبر والمصحف وبعثوا بهما إلى الجزائر.

وفيها توفي أبو الفضل أحمد بن محمد بن سيّدهم الأنصاري الدمشقي، المعروف بابن الهرّاس [٦] . سمع من نصر الله المصّيصي وغيره، وتوفي في شعبان.


[١] تحرفت في «آ» و «ط» إلى «لحميا» والتصحيح من «تاريخ الإسلام» (٦٢/ ٢٤) .
[٢] في «تاريخ الإسلام» : «كأنجم» .
[٣] في «تاريخ الإسلام» : «عصرنا» .
[٤] رواية الشطرة الثانية في «تاريخ الإسلام» :
... وهذا صحيح الظّنّ في كلّ مسلم
[٥] جمع قس، وهو رئيس من رؤساء النصارى في الدّين والعلم، وكذا القسيس بكسر القاف.
انظر «مختار الصحاح» (قسس) .
[٦] انظر «العبر» (٥/ ٦٠) و «تاريخ الإسلام» (٦٢/ ٢٦٠) .

<<  <  ج: ص:  >  >>