للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال ابن خلّكان: وضعوا خطوطهم بما يستباح به الدّم، فخرج مستخفيا إلى الشام، فنزل حماة مدة، وصنّف في الأصلين، والحكمة، والمنطق، والخلاف، وكلّ ذلك مفيد، ثم قدم دمشق في سنة اثنتين وثمانين فأقام بها مدة، ثم ولاه الملك المعظّم بن العادل تدريس العزيزية، فلما ولي أخوه الأشرف موسى عزل عنها [١] ونادى في المدارس: من ذكر غير التفسير، والحديث، والفقه، أو تعرّض لكلام الفلاسفة، نفيته. فأقام السيف الآمدي خافيا في بيته إلى أن توفي في صفر، ودفن بتربته بقاسيون.

ويحكى عن ابن عبد السلام أنه قال: ما تعلّمنا قواعد البحث إلّا منه، وأنه قال: ما سمعت أحدا يلقي الدّرس أحسن منه، كأنه يخطب، وأنه قال:

لو ورد على الإسلام متزندق يشكك [٢] ما تعيّن لمناظرته غيره [لاجتماع آلات ذلك فيه] .

وقال سبط ابن الجوزي: لم يكن في زمانه من يجاريه في الأصلين، وعلم الكلام. ومن تصانيفه المشهورة «الإحكام في أصول الأحكام» مجلدين، و «ابكار الأفكار» في أصول الدّين، في خمس مجلدات، واختصره في مجلد.

قال الذهبي: وله نحو من عشرين تصنيفا.

وقال السّبكي: وتصانيفه كلّها حسنة منقّحة.

وفيها القرطبيّ أبو عبد الله محمد بن عمر المقرئ المالكي [٣] ، الرجل الصالح. حجّ. وسمع من عبد المنعم بن الفراوي وطائفة. وقرأ


[١] كذا في «ط» و «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة مصدر المؤلف، وفي «آ» : «عزل منها» .
[٢] في «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة: «يستشكل» وما بين الحاصرتين زيادة منه.
[٣] انظر «العبر» (٥/ ١٢٥) و «معرفة القراء الكبار» (٢/ ٦٣٩- ٦٤٠) و «العقد الثمين» (٢/ ٢٣٧- ٢٤٢) و «غاية النهاية في طبقات القراء» (٢/ ٢١٩- ٢٢٠) .

<<  <  ج: ص:  >  >>