للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم طلب هو بنفسه وسمع من جماعة، ورحل وسمع بالموصل، ودمشق، وحرّان. ثم رجع إلى بغداد ولازم ابن الجوزي مدة، وأخذ عنه، وقرأ عليه كثيرا من تصانيفه ومروياته. وجمع تاريخا في نحو خمسة أسفار، ذيّل به [على] [١] «تاريخ ابن السمعاني» سمّاه «درّة الإكليل في تتمة التّذييل» وفيه فوائد جمّة، مع أوهام [وأغلاط] [٢] .

وقد بالغ ابن النجار في الحطّ على «تاريخه» هذا، مع أنه أخذه عنه، ونقل منه في «تاريخه» أشياء كثيرة، بل نقله كله كما قال ابن رجب.

وشهد عند القضاة مدة، واستخدم في عدة خدم، وأسنّ وانقطع في منزله إلى حين وفاته. وكان يخضب بالسواد، ثم تركه قبل موته بمدة.

وقد وصفه غير واحد من الحفّاظ وغيرهم بالحافظ. وأثنى عمر بن الحاجب على «تاريخه» .

وحدّث بالكثير ببغداد والموصل، وروى عنه جماعة كثيرون، منهم:

الشيخ تقي الدّين الواسطي.

قال ابن النجار: توفي ليلة السبت لأربع خلون من ربيع الآخر ببغداد ودفن بباب حرب.

وفيها أبو الفضل وأبو محمد إسحاق بن أحمد بن محمد بن غانم العلثي [٣]- بفتح العين المهملة، وسكون اللام، وثاء مثلثة، نسبة إلى علث قرية بين عكبرا وسامرا [٤]- الزاهد القدوة، ابن عمّ طلحة بن المظفّر. سمع من


[١] مستدركة من «ذيل طبقات الحنابلة» .
[٢] مستدركة من «ذيل طبقات الحنابلة» .
[٣] انظر «التكملة لوفيات النقلة» (٣/ ٤٤١) و «تاريخ الإسلام» (٦٤/ ١٦٥- ١٦٦) و «ذيل طبقات الحنابلة» (٢/ ٢٠٥- ٢١١) و «شذرات من كتب مفقودة» ص (١٨٠) .
[٤] انظر «معجم البلدان» (٤/ ١٤٥- ١٤٦) .

<<  <  ج: ص:  >  >>