للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جرجانية خوارزم، برع في معرفة المذهب، ورفع علم أصول الفقه بعد اندراسه من زمن القاضي أبي زيد الدّبوسي، وشمس الأئمة السّرخسي، وتفقه عنه كثير من الفقهاء، ومات ببخارى يوم الجمعة تاسع المحرّم انتهى.

وفيها سيف الدّين أبو العبّاس أحمد بن عيسى بن عبد الله بن محمد ابن قدامة المقدسي الصّالحي [١] ، المحدّث الحافظ ابن ابن شيخ الإسلام موفق الدّين الحنبلي.

ولد سنة خمس وستمائة بالجبل، وسمع من جدّه الكثير، ومن أبي اليمن الكندي، وأبي القاسم بن الحرستاني، وداود بن ملاعب، وطبقتهم.

ورحل فسمع ببغداد من الفتح بن عبد السّلام وخلق من أصحاب ابن ناصر وغيرهم، وكتب بخطّه الكثير.

قال الذهبي: كتب العالي والنازل. وجمع وصنّف، وكان ثقة، حافظا، ذكيا، متيقظا [٢] مليح الخطّ، عارفا بهذا الشأن، عاملا بالأثر، صاحب عبادة وإنابة، تامّ المروءة، أمّارا بالمعروف، قوّالا بالحقّ، ولو طال عمره لساد أهل زمانه علما وعملا. ومحاسنه جمّة، وألّف مجلدا كبيرا في الردّ على الحافظ محمد بن طاهر المقدسي بإباحته للسماع، وانتفعت كثيرا بتعاليق الحافظ سيف الدّين. انتهى.

توفي في مستهل شعبان بسفح قاسيون، ودفن به، وله أيضا كتب أخر.

وفيها الإمام تقي الدّين أبو العبّاس أحمد بن محمد بن عبد الغني بن عبد الواحد بن علي بن سرور المقدسي الفقيه الحنبلي [٣] .


[١] انظر «تذكرة الحفاظ» (٤/ ١٤٤٦- ١٤٤٧) و «القلائد الجوهرية» (٢/ ٤٣٥- ٤٣٦) و «النجوم الزاهرة» (٦/ ٣٥٣) .
[٢] في «آ» : «منقطعا» وما جاء في «ط» موافق لما في «تذكرة الحفّاظ» مصدر المؤلف.
[٣] انظر «ذيل طبقات الحنابلة» (٢/ ٢٣٢- ٢٣٣) و «القلائد الجوهرية» (٢/ ٤٧٠- ٤٧١) .

<<  <  ج: ص:  >  >>