للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إماما، عالما، مقيما بالرّواحية، أعاد بها عند ابن الصلاح عشرين سنة، وقد أخذ عنه جماعة، منهم: الإمام محيي الدّين النّووي.

قال أبو شامة: كان زاهدا، متواضعا.

وقال النووي في أوائل «تهذيب الأسماء واللغات» : أول شيوخي الإمام المتفق على علمه، وزهده، وورعه، وكثرة عبادته، وعظيم [١] فضله وتميّزه [٢] في ذلك على أشكاله.

وقال غيره: كان متصديا للإفادة والفتوى، تفقّه به أئمة، وكان كبير القدر في الخير والصلاح، متيقن الورع. عرضت عليه مناصب فامتنع، ثم ترك الفتوى، وقال: في البلد من يقوم مقامي. وكان يسرد الصوم، ويؤثر بثلث جامكيته [٣] ويقنع باليسير، ويصل رحمه بما فضل عنه، وكان في كلّ رمضان ينسخ ختمة ويوقفها. وله أوراد كثيرة، ومحاسن جمّة. توفي في ذي القعدة عن نيّف وخمسين سنة، ودفن بتربة الصّوفية إلى جانب ابن الصّلاح.

وفيها [الصّغاني] العلّامة رضي الدّين أبو الفضائل الحسن بن محمد [بن الحسن] بن حيدر العدوي العمري الهندي اللّغوي [٤] ، نزيل بغداد.

ولد سنة سبع وسبعين وخمسمائة بكوهور [٥] ، ونشأ بغزنة، وقدم بغداد، وذهب في الرسائل غير مرّة. وسمع بمكّة من أبي الفتوح بن [محمد]


[١] في «تهذيب الأسماء واللغات» : «وعظم» .
[٢] في «آ» و «ط» : «وتمييزه» وما أثبته من «تهذيب الأسماء واللغات» .
[٣] الجامكية: الراتب. انظر «الألفاظ الفارسية المعرّبة» لأدشير ص (٤٥) .
[٤] انظر «العبر» (٥/ ٢٠٥- ٢٠٦) و «سير أعلام النبلاء» (٢٣/ ٢٨٢- ٢٨٣) و «الإعلام بوفيات الأعلام» ص (٢٧١) و «النجوم الزاهرة» (٧/ ٢٦ و ٣٠) ويقال في نسبه «الصّغاني» و «الصّاغاني» .
[٥] في «آ» و «ط» : «بدوهور» والتصحيح من «العبر» وعلّق محقّقه الأستاذ الدكتور صلاح الدّين المنجد بقوله: يعني لاهور في الهند.

<<  <  ج: ص:  >  >>