للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها الأمير فارس الدّين أقطايا [١] التّركي الصّالحي النّجمي. كان موصوفا بالشجاعة والكرم، اشتراه الصّالح بألف دينار، فلما اتصلت السلطنة إلى رفيقه الملك المعزّ بالغ أقطايا [١] في الإذلال والتجبّر، وبقي يركب ركبة ملك، وتزوّج بابنة صاحب حماة، وقال للمعزّ: أريد أعمل العرس في قلعة الجبل، فأخلها لي، وكان يدخل الخزائن ويتصرف في الأموال، فاتفق المعزّ وزوجته شجرة الدّر عليه، ورتّبا من قتله، وأغلقت أبواب القلعة، فركبت مماليكه وكانوا سبعمائة، وأحاطوا بالقلعة، فألقي إليهم رأسه، فهربوا وتفرّقوا. وكان قتله في شعبان.

وفيها شمس الدّين الخسروشاهي [٢]- بضم الخاء المعجمة وسكون المهملة، وفتح الراء، وبعد الواو شين معجمة، نسبة إلى خسروشاه، قرية بمرو- أبو محمد عبد الحميد بن عيسى بن عمريه بن يوسف بن خليل بن عبد الله ابن يوسف التّبريزي الشّافعي، العلّامة المتكلم.

ولد سنة ثمانين وخمسمائة، ورحل فأخذ الكلام عن الإمام فخر الدّين الرّازي، وبرع فيه. وسمع من المؤيد الطّوسي، وتقدم في علم الأصول والعقليات، وأقام في الشّام بالكرك مدة عند الناصر، وتفنن في علوم متعددة، منها الفلسفة، ودرّس وناظر، وقد اختصر «المهذّب» في الفقه، «والشفا» لابن سينا. وله إشكالات وإيرادات جيدة، وروى عنه الدّمياطي، وأخذ عنه الخطيب زين الدّين بن المرحل، ومات في ثاني عشري شوال بدمشق ودفن بقاسيون.

وفيها- أو في التي قبلها كما جزم به ابن كمال باشا- العلّامة


[١] انظر «العبر» (٥/ ٢١١) و «سير أعلام النبلاء» (٢٣/ ٢٩٨) و «النجوم الزاهرة» (٧/ ٣٣) وقد يكون الأصح أن يقال: «أقطاي» انظر «عقد الجمان» (١/ ١٤٣) .
[٢] انظر «العبر» (٥/ ٢١١- ٢١٢) و «طبقات الشافعية» للإسنوي (١/ ٥٠٣) و «النجوم الزاهرة» (٧/ ٣٢) و «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة (٢/ ١٣٥- ١٣٦) ، و «عقد الجمان» (١/ ٩٤) .

<<  <  ج: ص:  >  >>