للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان أديبا، أخباريا [١] ، فصيحا، مفوّها، بصيرا بالفقه، وترسّل إلى البلاد، وولي وكالة بيت المال، وتقدم عند الملوك، ودرّس بحلقته بجامع دمشق. وكان يلبس الطيلسان المحنّك [٢] والبزّة الجميلة، ويركب البغلة.

وتوفي بدمشق في ربيع الأول، ودفن بداره التي وقفها دار حديث.

وفيها إقبال الشّرابي [٣] . بنى مدرسة بواسط وإلى جانبها جامعا، وبنى ببغداد مدرسة في سوق السلطان [٤] ، وجدّد بمكّة الرّباط الذي اشتهر به، وعين عرفة التي في الموقف. وأجرى ماءها لانتفاع الحجّ به، وأوقف على ذلك أوقافا سنيّة.

وفيها سيف الدّين أبو الحسن، علي بن يوسف بن أبي الفوارس القيمري [٥] صاحب المارستان بصالحية دمشق. كان من جلّة الأمراء، وأبطالهم المذكورين، وصلحائهم المشهورين. وهو ابن أخت صاحب قيمر.

توفي بنابلس، ونقل فدفن بقبته التي بقرب مارستانه بالصالحية، والدّعاء عند قبره مستجاب [٦] .

وفيها ضياء الدّين أبو محمد، صقر بن يحيى بن سالم بن يحيى ابن عيسى بن صقر، المفتي الإمام المعمّر الكلبي الحلبي الشافعي [٧] .


[١] لفظة «أخباريا» سقطت من «آ» .
[٢] في «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة «تحبك» .
[٣] ذكره النّعيمي في «الدّارس في تاريخ المدارس» (١/ ١٥٩) في معرض الكلام على المدرسة الإقبالية بسوق العجم ببغداد، وانظر التعليق عليه.
[٤] في «البداية والنهاية» (٣/ ١٢٩) و «الدارس في تاريخ المدارس» (١/ ١٥٩) : «سوق العجم» .
[٥] انظر «العبر» (٥/ ٢١٤) و «البداية والنهاية» (١٣/ ١٩٥) و «القلائد الجوهرية» (١/ ٣٢٧) .
[٦] قلت: هذا من مبالغات المتأخرين.
[٧] انظر «العبر» (٥/ ٢١٤- ٢١٥) و «سير أعلام النبلاء» (٢٣/ ٣٠٦) و «طبقات الشافعية الكبرى» (٨/ ١٥٣) و «البداية والنهاية» (١٣/ ١٨٦) و «عقد الجمان» (١/ ١١١- ١١٢) .

<<  <  ج: ص:  >  >>