للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

انخرق ثانية في العشر الأول بعد السبعمائة، فجرى سنة وأزيد، ثم انخرق في سنة أربع وثلاثين وسبعمائة [١] .

وفيها احترق المسجد النبوي ليلة الجمعة أول ليلة من رمضان، بعد صلاة التراويح، على يد الفرّاش أبي بكر المراغي، بسقوط ذبالة [٢] من يده، فأتت النّار على جميع سقوفه، ووقعت بعض السواري، وذاب الرّصاص، وذلك قبل أن ينام الناس، واحترق سقف الحجرة، ووقع بعضه في الحجرة الشريفة.

وقال بعض الناس في ذلك:

لم يحترق حرم النّبيّ لريبة ... تخشى عليه ولا دهاه العار

لكنّما أيدي الرّوافض لامست ... ذاك الجناب فطهّرته النّار

وقال ابن تولوا [٣] المغربي:

قل للروافض بالمدينة ما لكم ... يقتادكم للذمّ كلّ سفيه

ما أصبح الحرم الشريف محرّما ... إلّا لذمّكم الصّحابة فيه

وفيها غرقت بغداد الغرق الذي لم يسمع بمثله، زادت دجلة زيادة ما رأي مثلها، وغرق خلق كثير، ووقع شيء كثير من الدّور على أهلها،


[١] قلت: ولهذا الخبر روايات أخرى ذكرها ابن كثير في «البداية والنهاية» (١٣/ ١٨٧) وابن حجر في «فتح الباري» (١٣/ ٧٩) نقلا عن القرطبي في «التذكرة» وابن رجب الحنبلي في «مجالس في سيرة النّبيّ صلى الله عليه وسلم» ص (٤٧) بتحقيقي بالاشتراك مع الأستاذ ياسين محمد السوّاس، ومراجعة والدي الأستاذ الشيخ عبد القادر الأرناؤوط حفظه الله تعالى، طبع دار ابن كثير، وقد أفردناه من كتابه «لطائف المعارف» .
[٢] جاء في «مختار الصحاح» (ذبل) : الذّبالة: الفتيلة والجمع الذّبال.
[٣] تحرفت في «آ» و «ط» إلى «ابن تولو» والتصحيح من «المنتخب» (١٧٣/ ب) و «فوات الوفيات» (٢/ ٤٤٠) و «العبر» (٥/ ٣٥٤) وتحرفت في «حسن المحاضرة» (١/ ٥٦٨) إلى «ابن لؤلؤ» فتصحح.

<<  <  ج: ص:  >  >>