للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منها «طبقات الشافعية» وكتاب «المغني في غريب المهذّب» وكان من أعيان الأئمة، عارفا بالأصول، قوي المشاركة في العلوم، لكن في كتابه «المغني» أوهام كثيرة، نبّه النووي في «تهذيبه» على كثير منها.

توفي في حلب في جمادى الآخرة، رحمه الله تعالى.

وفيها المعزّ عز الدّين أيبك التّركماني الصّالحي، صاحب مصر جهاشنكير [١] ، الملك الصالح.

كان ذا عقل ودين، وترك للمسكن. تملّك في ربيع الآخر، سنة ثمان وأربعين.

ثم أقاموا معه باسم السلطنة الأشرف يوسف بن الناصر يوسف بن أقسيس، وله عشر سنين، وبقي المعزّ أتابكه. وهذا بعد خمسة أيام من سلطنة المعزّ. فكان يخرج التوقيع وصورته: رسم بالأمر العالي السلطاني الأشرفي والملكي المعزّي، ثم بطل أمر الأشرف بعد مديدة، وجرت لأبيك أمور. إلى أن خطب ابنة صاحب الموصل، فغارت أم خليل شجرة الدّرّ وقتلته في الحمّام، فقتلوها وملّكوا ولده عليا، وله خمس عشرة سنة. وكان أيبك عفيفا، طاهر الذّيل، لا يمنع أحدا حاجة، ولا يشرب مسكرا. كثير المداراة للأمراء. وبنى المدرسة المعزّية على النيل، ووقف عليها وقفا جيدا.

وفيها شجرة الدّرّ أمّ خليل [٢] كانت بارعة الحسن، ذات ذكاء وعقل


[١] كذا في «آ» و «ط» : جهاشنكير» وتكتب أيضا «جاشنكير» انظر «الوافي بالوفيات» (٩/ ٤٦٩) و «العبر» (٥/ ٢٢٢) و «سير أعلام النبلاء» (٢٣/ ١٩٨) و «النجوم الزاهرة» (٧/ ٤) و «عقد الجمان» (١/ ١٤٠- ١٤١) وهو الذي يذوق طعام السلطان أو الأمير قبله مخافة أن يكون فيه سم. انظر «صبح الأعشى» (٥/ ٤٦٠) .
[٢] انظر «العبر» (٥/ ٢٢٢- ٢٢٣) و «سير أعلام النبلاء» (٢٣/ ١٩٩- ٢٠٠) و «عقد الجمان» (١/ ١٦٥) .

<<  <  ج: ص:  >  >>