للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان في آخر العام مصاف بينه وبين التتار الذين بالعراق فعدم المستنصر في الوقعة وانهزم الحاكم قبجا [١] .

والمستنصر هو أمير المؤمنين أبو القاسم أحمد بن الظّاهر بأمر الله بن النّاصر لدين الله [٢] . كان محبوسا ببغداد، حبسه التتار، فلما أطلقوه التجأ لعرب العراق، فأحضروه إلى مصر، فتلقاه السلطان بيبرس، والمسلمون، واليهود، والنصارى، ودخل من باب النّصر. وكان يوما مشهودا. وقرئ نسبه بحضرة القضاة، وشهد بصبحته، وحكم به، وبويع. بايعه القاضي تاج الدّين ابن بنت الأعز، ثم بايعه الملك الظّاهر بيبرس، والشيخ عز الدّين بن عبد السلام، ثم الكبار على مراتبهم، وذلك في ثالث عشر رجب. ونقش اسمه على السّكة، وخطب له. ولقّب بلقب أخيه. وكان شديد القوى، عنده شجاعة وإقدام، وهو الثامن والثلاثون من خلفاء بني العبّاس، رحمه الله تعالى.

وفيها توفي الأرتاحي أبو العبّاس أحمد بن حاتم بن أحمد بن أحمد الأنصاري المقرئ الحنبلي [٣] . قرأ القراءات على والده، وسمع من جدّه لأمّه أبي عبد الله الأرتاحي، وابن ياسين، والبوصيري. ولازم الحافظ عبد الغني [٤] فأكثر عنه، وتوفي في رجب.


[١] كذا في «آ» و «ط» و «المنتخب» (١٧٩/ ب) : «قبجا» وفي «العبر» : «فنجا» وفي النصّ اضطراب عندهما والله أعلم. قارن بما عند الذهبي في «سير أعلام النبلاء» (٢٣/ ١٧١) و «المختار من تاريخ ابن الجزري» ص (٢٦١) .
[٢] انظر «سير أعلام النبلاء» (٢٣/ ١٦٨- ١٧١) و «تاريخ الخلفاء» ص (٤٧٦- ٤٧٧) .
[٣] انظر «العبر» (٥/ ٢٥٣) و «الوافي بالوفيات» (٦/ ٣٠٠) و «ذيل طبقات الحنابلة» (٢/ ٢٧٣- ٢٧٤) .
[٤] يعني المقدسي. انظر «سير أعلام النبلاء» (٢١/ ٤٤٤) .

<<  <  ج: ص:  >  >>