للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال غيره: كان الناس يقرؤون عليه علم الأوائل، وتتردد إليه أهل الملل [١] جميعها، مسلمها ومبتدعها، والشيعة، واليهود، والنصارى، والسّامرة. وكان ذكيا، فصيحا، أديبا، فاضلا في سائر العلوم. وكان الملك النّاصر يكرمه ولا يردّ شفاعته.

ومن نظمه في السّلوان:

ذهبت بشاشة ما عهدت من الجوى ... وتغيّرت أحواله وتنكّرا

وسلوت حتّى لو سرى من نحوكم ... طيف لما حيّاه طيفي في الكرى

وله:

توهّم [٢] واشينا بليل [٣] مزاره ... فهمّ ليسعى بيننا بالتباعد

فعانقته حتّى اتّحدنا تعانقا ... فلما أتانا ما رأى غير واحد

قال ابن العديم [٤] : لما سمع هذين البيتين: مسكه مسكة أعمى.

توفي في ربيع الآخر عن أربع وسبعين سنة.

وفيها عزّ الدّين شيخ الإسلام أبو محمد عبد العزيز بن عبد السّلام ابن أبي القاسم بن الحسن، الإمام العلّامة، وحيد عصره، سلطان العلماء، السّلميّ الدمشقيّ ثم المصريّ الشّافعي [٥] .

ولد سنة سبع أو ثمان وسبعين وخمسمائة، وحضر [أحمد بن] حمزة بن


[١] لفظة «أهل» سقطت من «آ» ولفظة «الملل» تحرفت في «ط» إلى «الملك» .
[٢] جاء في «مختار الصحاح» (وهم) : توهّم: أي ظنّ.
[٣] في «آ» و «ط» : «قليل» والتصحيح من «نكت الهميان» .
[٤] في «آ» : «ابن العميد» .
[٥] انظر «العبر» (٥/ ٢٦٠) و «الإعلام بوفيات الأعلام» ص (٢٧٦) و «الوافي بالوفيات» (١٨/ ٥٢٠- ٥٢٢) و «طبقات الشافعية الكبرى» (٨/ ٢٠٩- ٢٥٥) و «طبقات الشافعية» للإسنوي (٢/ ١٩٧- ١٩٩) و «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة (٢/ ١٣٧- ١٤٠) .

<<  <  ج: ص:  >  >>