للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها وجيه الدّين منصور بن سليم بن منصور بن فتّوح، المحدّث الحافظ، ابن العمادية الهمداني- بسكون الميم، نسبة إلى القبيلة المشهورة- الإسكندرانيّ الشافعيّ [١] محتسب الثغر.

ولد في صفر سنة سبع وستمائة، ورحل، وسمع الكثير من أصحاب السّلفي. ورحل إلى الشام، والعراق، وخرّج واعتنى بالحديث، والرّجال، والتاريخ، والفقه، وغير ذلك. وخرّج «تاريخا» للإسكندرية، وأربعين حديثا بلدية [٢] . ودرّس، وجمع لنفسه «معجما» . وكان ديّنا، خيّرا، حميد الطريقة، كثير المروءة، محسنا إلى الرّحّالة. كتب عنه الدّمياطيّ، والشريف عز الدّين ولم يخلّف ببلده مثله توفي في شوال.

وفيها شرف الدّين نصر الله بن عبد المنعم بن حواري التّنوخيّ الحنبلي [٣] .

كان أديبا فاضلا عمر في آخر عمره مسجدا بدمشق [٤] عند طواحين الأشنان، تأنّق في عمارته، وصنّف كتاب «إيقاظ الوسنان في تفضيل دمشق على سائر البلدان» [٥] وكانت إقامته بالعادلية الصّغرى.

ولما ولي ابن خلّكان دمشق، طلب الحساب من أربابه، ومن شرف الدّين هذا عن وقف العادلية، فعمل الحساب وكتب ورقة:


[١] انظر «العبر» (٥/ ٣٠١- ٣٠٢) و «تذكرة الحفاظ» (٤/ ١٤٦٧- ١٤٦٨) و «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة (٢/ ١٩٣- ١٩٤) .
[٢] في «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة: «وخرّج أربعين حديثا في أربعين بلدا» .
[٣] تنبيه: كذا نسبه المؤلف رحمه الله إلى المذهب الحنبلي وتبعه ابن شقدة في «المنتخب» (١٨٧/ آ) وهو وهم منهما، فهو حنفيّ المذهب، اشتهر بابن شقير، مذكور في «الجواهر المضية» (٢/ ١٩٧) طبعة حيدر أباد، وانظر «الأعلام» (٨/ ٣٠- ٣١) الطبعة الرابعة.
[٤] لفظة «بدمشق» سقطت من «آ» .
[٥] قال العلّامة الزركلي: يقع في ثلاث مجلدات.

<<  <  ج: ص:  >  >>