للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها على الصحيح توفي عبد الله بن الحارث بن جزء الزّبيديّ، آخر الصحابة موتا بمصر.

وقبيصة بن ذؤيب الخزاعيّ المدني الفقيه بدمشق، روى عن أبي بكر، وعمر، قال مكحول: ما رأيت أعلم منه، وقال الزّهريّ: كان من علماء الأمّة.

وفي شوال توفي عبد الملك بن مروان الخليفة، أبو الوليد، وله ستون سنة، ولايته المجمع عليها بعد ابن الزّبير ثلاث عشرة سنة وأشهرا [١] وكان أبيض، طويلا كبير العينين، مشرف الأنف، رقيق الوجه، ليس بالبادن، عدّه أبو الزّناد [٢] في الفقه في طبقة ابن المسيّب، وقال نافع [٣] : لقد رأيت أهل المدينة وما بها شاب أشدّ تشميرا، ولا أفقه، ولا أنسك، ولا أقرأ لكتاب الله من عبد الملك، وولي بعده ابنه الوليد، ومن المشهور أنّ عبد الملك رأى كأنّه بال في زوايا المسجد الأربع، أو في المحراب أربع مرات، فوجّه إلى سعيد بن المسيّب من يسأله فقال: من ولده لصلبه أربعة تلي، فكان كما قال: ولي الوليد، وسليمان، وهشام، ويزيد.


[١] في المطبوع: «وأشهر» .
[٢] في الأصل، والمطبوع: «أبو زياد» وهو خطأ. والتصحيح من «فوات الوفيات» لابن شاكر (٢/ ٤٠٢) ، و «سير أعلام النبلاء» للذهبي (٤/ ٢٤٨) . وأبو الزناد هو عبد الله بن ذكوان، إمام حافظ، فقيه، مات سنة (١٣١ هـ) . انظر «سير أعلام النبلاء» للذهبي (٥/ ٤٤٥- ٤٥١) ، وسوف ترد ترجمته مفصلة في المجلد الثاني من كتابنا هذا فراجعها هناك.
[٣] هو نافع مولى عبد الله بن عمر بن الخطاب، الإمام المفتي الثّبت، عالم المدينة المنورة في عصره، المتوفى سنة (١١٧ هـ) . انظر «سير أعلام النبلاء» للذهبي (٥/ ٩٥- ١٠١) ، وسوف ترد ترجمته في المجلد الثاني من كتابنا هذا.

<<  <  ج: ص:  >  >>