للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها- أو في سنة أربع وثمانين-[نجم الأئمة] الرّضي [١] ، شارح «الكافية» الإمام المشهور.

قال السيوطي في «طبقات النّحاة» : [شرح «الكافية» لابن الحاجب، الشرح] الذي لم يؤلّف عليها، بل ولا في غالب كتب النّحو مثله، جمعا، وتحقيقا، وحسن تعليل، وقد [٢] أكبّ النّاس عليه، وتداولوه، واعتمده شيوخ هذا العصر فمن قبلهم في مصنّفاتهم ودروسهم، وله فيه أبحاث كثيرة مع النّحاة، واختيارات جمّة، ومذهب ينفرد به [٣] ، ولقّبه نجم الأئمة، ولم أقف على اسمه ولا على شيء من ترجمته، إلّا أنه فرغ من تأليف هذا «الشرح» سنة ثلاث وثمانين وستمائة.

وأخبرني صاحبنا المؤرخ شمس الدّين ابن عزم [٤] بمكّة أن وفاته سنة


[١] انظر «بغية الوعاة في طبقات اللّغويّين والنّحاة» للسّيوطي (١/ ٥٦٧- ٥٦٨) وما بين الحاصرتين في الترجمة سقط من «آ» .
[٢] في «ط» : «وقال» وهو خطأ.
[٣] في «بغية الوعاة» : «ومذاهب ينفرد بها» .
[٤] هو محمد بن عمر بن محمد بن أحمد بن عزم التميمي التونسي المكّي المالكي. ولد بتونس في شوال سنة (٨١٦) ونشأ بها وأخذ العلم عن علمائها، ثم ارتحل في مستهل سنة (٨٣٧) فقدم الإسكندرية، فحضر بها مجلس الشيخ عمر البسلقوني وغيره، ثم قدم القاهرة فأقام بها إلى أواخر سنة (٨٣٩) وتوجه إلى مكة في البحر فوصلها في أول سنة (٨٤٠) فدام بها حتى حجّ، ثم توجه في أوائل سنة (٨٤١) إلى المدينة المنورة فجاور بها بعض سنة، وسمع بها على الجمال الكازروني، ثم غادرها في أثناء السنة فوصل القاهرة، فسمع بها من الحافظ ابن حجر العسقلاني «المسلسل» ومجلسا من «صحيح مسلم» وكتب عنه مجالس من أماليه، وتوجه منها في سنة (٨٤٩) إلى البلاد الشامية، وزار بيت المقدس، ثم رجع إلى القاهرة ثم إلى مكة، فقطنها وسمع بها من مشايخها والقادمين إليها، وسافر منها إلى القاهرة، وتكسّب في كل منها بالتجليد وكذا بالتجارة في الكتب. وسمع بالقاهرة من الحافظ السخاوي ورافقه في سماع أشياء وقرأ عليه أخرى، ثم اشتدّ حرصه على تحصيل تصانيف ابن عربي والتنويه بها وبمصنّفها. مات سنة (٨٩١) هـ. انظر «الضوء اللّامع» (٨/ ٢٥٥- ٢٥٦) و «الأعلام» (٦/ ٣١٥) .

<<  <  ج: ص:  >  >>