للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اسمه طاووسا فلما تخنّث سمّي طويسا [١] وكان مجوّدا في المغني، وإياه عنى الشاعر في مدح معبد [٢]

تغنّى طويس والسّريجيّ [٣] بعده ... وما قصبات السبق إلّا لمعبد [٤]

وضرب المثل بشؤمه [٥] ، وقيل: لأنه ولد يوم مات النبيّ صلى الله عليه وسلم، وفطم يوم مات الصّدّيق، وختن [٦] يوم قتل عمر، وقيل: بلغ الحلم في ذلك اليوم [٧] وتزوج يوم قتل عثمان، وقيل: ولد له ولد يوم قتل عليّ، وقيل يوم مات الحسن بن عليّ رضي الله عنهم، وهذا من عجائب الاتفاقات.

وكان مفرطا في طوله، مضطربا في خلقه، أحول العين، انتقل [٨] عن المدينة إلى السّويداء على مرحلتين منها في طريق الشام، وتوفي هناك.


[١] انظر «وفيات الأعيان» لابن خلّكان (٣/ ٥٠٦) والتعليق عليه.
[٢] هو معبد بن وهب المغنّي، أبو عبّاد المدني، نابغة الغناء في العصر الأموي، نشأ في المدينة يرعى الغنم، وربما اشتغل في التجارة، ولما ظهر نبوغه في الغناء أقبل عليه كبراء المدينة، ثم رحل إلى الشام فاتصل بأمرائها، وارتفع شأنه، وكان أديبا فصيحا، مات سنة (١٢٦ هـ) .
«الأعلام» للزركلي (٧/ ٢٦٤) .
[٣] في الأصل، والمطبوع: «الشريحي» وهو خطأ، والتصحيح من «وفيات الأعيان» لابن خلّكان (٣/ ٥٠٦) ، و «تاريخ الإسلام» للذهبي (٤/ ١٦) . والسّريجي هذا هو عبيد الله بن سريج، مولى بني نوفل ابن عبد مناف، أبو يحيى، من أشهر المغنين وأصحاب هذه الصناعة في صدر الإسلام، كان يغني مرتجلا فيأتي باللحن المبتكر، وهو من أهل مكة، وأول من ضرب على العود بالغناء العربي، مات سنة (٩٨ هـ) . «الأعلام» للزركلي (٤/ ١٩٤) .
[٤] البيت في «وفيات الأعيان» (٣/ ٥٠٦) ، و «تاريخ الإسلام» للذهبي (٤/ ١٦) .
[٥] قال العسكري في «الأوائل» (٢/ ١٦١) : وطويس أول مشؤوم في الإسلام.
وقال ابن خلّكان في «الوفيات» (٣/ ٥٠٦) : وهو الذي يضرب به المثل في الشؤم، فيقال:
أشأم من طويس. وانظر «سير أعلام النبلاء» للذهبي (٤/ ٣٦٤) ، و «تاريخ الإسلام» للذهبي (٤/ ١٦) .
[٦] وهو ما ذكره صاحب «الأغاني» ، وابن خلّكان في «وفيات الأعيان» ، والزركلي في «الأعلام» .
[٧] وهو ما ذكره العسكري في «الأوائل» ، وابن خلّكان في «وفيات الأعيان» ولم يجزم به، والذهبي في «تاريخ الإسلام» و «سير أعلام النبلاء» .
[٨] تحرفت لفظة «انتقل» في الأصل إلى لفظة «إلى» وأثبتنا ما جاء في المطبوع، وهو الصواب.

<<  <  ج: ص:  >  >>