للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولد سنة ثلاث وستمائة بحرّان، وسمع الكثير بها من الحافظ عبد القادر الرّهاوي، وهو آخر من روى عنه. ومن الخطيب أبي عبد الله بن تيميّة وغيره. وسمع بحلب من الحافظ ابن خليل وغيره، وبدمشق من ابن عساكر، وابن صباح. وبالقدس من الأوقي [١] وغيره. وقرأ بنفسه وقرأ [٢] على الشيوخ.

وجالس ابن عمّه الشيخ مجد الدّين بن تيميّة وبحث معه كثيرا. وبرع في الفقه. وانتهت إليه معرفة المذهب ودقائقه وغوامضه. وكان عارفا بالأصلين والخلاف والأدب. وصنّف تصانيف كثيرة، منها: «الرعاية الصّغرى» و «الرعاية الكبرى» في الفقه. وكتاب «الوافي» و «مقدمة في أصول الدّين» وكتاب «صفة المفتي والمستفتي» وغير ذلك. وولي نيابة القضاء بالقاهرة.

وتفقّه به وتخرّج عليه جماعة كثيرة، وحدّث بالكثير، وعمّر وأسنّ وأضرّ.

وروى عنه الدّمياطي، والحارثي، والمزّي، والبرزالي، وغيرهم.

وتوفي بالقاهرة يوم الخميس سادس صفر عن اثنتين وتسعين سنة.

وتوفي أخوه تقي الدّين شبيب [٣] الأديب البارع الشّاعر المفلق الطّبيب الكحّال. في ربيع الآخر من هذه السنة أيضا، وهو في عشر الثمانين. سمع ابن روزبه وطائفة، وقد عارض «بانت سعاد» بقصيدة عظيمة منها:

مجد كبا الوهم عن إدراك غايته ... وردّ عقل البرايا وهو معقول


[١] هو الشيخ الصالح الزاهد أبو علي الحسن بن أحمد بن يوسف الأوقي ويقال في نسبته «الأوهي» أيضا. انظر ترجمته وتعليقي عليها في ص (٢٣٨) من هذا المجلد.
[٢] سقطت من «ط» .
[٣] هو شبيب بن حمدان بن شبيب ... بن وثّاب النّميري الحرّاني. انظر «الوافي بالوفيات» (١٦/ ١٠٧- ١١١) و «فوات الوفيات» (٢/ ٩٨- ١٠٠) و «ذيل طبقات الحنابلة» (٢/ ٣٣٢) و «حسن المحاضرة» (١/ ٥٤٣) و «الأعلام» للزركلي (٣/ ١٥٦) وقد دوّن وفاته سنة (٦٧٥) وهو خطأ فليصحح.

<<  <  ج: ص:  >  >>