للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن شعره:

لله في الأحوال لطف جميل ... فاغن به عن ذكر قال وقيل

ولا تفارق أبدا بابه ... فمنه قد جاء العطاء الجزيل

واشكر على الإنعام فيما مضى ... كم أسبل السّتر زمانا طويل

وا خيبة المعرض عن بابه ... خلّى كريما ثمّ أمّ البخيل

فقل لمن عدّد إنعامه ... كل لسان عند هذا كليل

وتوفي- رحمه الله تعالى- بمصر.

وفيها نور الدّين أبو الحسن علي بن عبد الحميد بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن بكير الفنيدقي، الفقيه الحنبلي [١] .

ولد سنة ست أو خمس وثلاثين وستمائة، وسمع من أبي عبد الله بن سعد [٢] المقدسي، وجدّه لأمّه خطيب مردا، وغيرهما. وبمصر من الرّشيد العطّار وجماعة، وتفقّه، وبرع، وأفتى ودرّس، مع دين وتواضع وصدق، وأضر بأخرة، وسمع منه الذّهبي، وروى عنه في «معجمه» وتوفي بجبل نابلس في رجب.

وفيها رشيد الدّين أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن عمر بن أبي القاسم البغدادي [٣] الحنبلي المقرئ المحدّث الصّوفي الكاتب.

ولد ليلة الثلاثاء ثالث عشر ذي القعدة، سنة ثلاث وعشرين وستمائة، وسمع الكثير من ابن روزبه، والسّهروردي، وابن الخازن، وابن اللّتي، وغيرهم. وعني بالحديث، وسمع الكتب الكبار والأجزاء، وكان عالما، صالحا، من محاسن البغداديين وأعيانهم، ذا لطف وسهولة وحسن أخلاق، من أجلاء العدول، ولبس خرقة التصوف من السّهروردي، وحدّث بالكثير، وسمع منه خلق كثير من أهل بغداد والرحّالين، وانتهى إليه علو الإسناد، وتوفي في تاسع [٤] جمادى الآخرة ببغداد، ودفن بمقبرة الإمام أحمد.


[١] انظر «معجم الشيوخ» (٢/ ٣٠- ٣١) و «ذيل طبقات الحنابلة» (٢/ ٣٥٤) .
[٢] في «ط» : «أسعد» .
[٣] انظر «معجم الشيوخ» (٢/ ٢٠٤- ٢٠٥) و «ذيل طبقات الحنابلة» (٢/ ٣٥٣- ٣٥٤) .
[٤] لفظة «تاسع» سقطت من «ط» .

<<  <  ج: ص:  >  >>