للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وشرع [١] في الردّ على طوائف المبتدعة الذين خالطهم وعرفهم من الاتحادية وغيرهم، وبيّن عوراتهم، وكشف أستارهم، وانتقل إلى مذهب الإمام أحمد.

واختصر «الكافي» في مجلد سمّاه «البلغة» وألّف تآليف كثيرة في الطريقة [٢] النبوية والسّلوك الأثري المحمدي، وهي من أنفع كتب الصّوفية للمريدين، وانتفع به خلق كثير من متصوفة أهل الحديث ومتعبديهم. قاله ابن رجب.

وقال الشيخ تقي الدّين بن تيمية: هو جنيد وقته.

وقال البرزالي في «معجمه» : صالح عارف صاحب نسك وعبادة وانقطاع وعزوف عن الدّنيا، وله كلام متين في التصوف الصحيح، وهو [٣] داعية إلى طريق الله تعالى وقلمه أبسط من عبارته، واختصر «السيرة النبوية» وكان يتقوت من النسخ ولا يكتب إلّا مقدار ما يدفع به الضرورة. وكان محبا لأهل الحديث، معظّما لهم، وأوقاته كلّها معمورة.

وقال الذهبي: كان سيّدا، عارفا، كبير الشأن، منقطعا إلى الله تعالى، ينسخ بالأجرة ويتقوت، ولا يكاد يقبل من أحد شيئا إلّا في النادر. صنّف أجزاء عديدة في السلوك والسّير إلى الله تعالى، وفي الردّ على الاتحادية والمبتدعة. وكان داعية إلى السّنّة، ومذهبه مذهب السّلف في الصّفات، يمرّها كما جاءت. وقد انتفع به جماعة صحبوه، ولا أعلم خلّف بدمشق في طريقته مثله.

توفي آخر نهار السبت سادس عشري [٤] ربيع الآخر بالمارستان الصغير بدمشق وصلّي عليه من الغد بالجامع، ودفن بسفح قاسيون قبالة زاوية السّيوفي.

وفيها الأمير الكبير سيف الدّين اسندمر [٥] الكرجي [٦] .


[١] في «ط» : «وتبوع» وفي «آ» : «وتبرع» والتصحيح من «ذيل طبقات الحنابلة» مصدر المؤلف.
[٢] كذا في «ط» و «ذيل طبقات الحنابلة» : «في الطريقة» وفي «آ» : «في الطرائق» .
[٣] في «ط» : «وكان» .
[٤] في «ذيل طبقات الحنابلة» : «في سادس عشر» .
[٥] في «آ» و «ط» : «استذمر» وهو خطأ والتصحيح من مصادر الترجمة.
[٦] انظر «ذيول العبر» ص (٦٤) .

<<  <  ج: ص:  >  >>