للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أخفش [١] دقيق الصوت، وأول ولاية وليها تبالة [٢] فلما رآها احتقرها وانصرف، فقيل في المثل: «أحقر من تبالة على الحجّاج» [٣] وولي شرطة أبان بن مروان في بعض ولايات أبان، فلما خرج ابن الزّبير، وقوتل زمانا، قال الحجّاج لعبد الملك: إني رأيت في المنام [٤] كأني أسلخ عبد الله بن الزّبير، فوجّهني إليه، فوجّهه في ألف رجل، وأمره أن ينزل الطائف حتى يأتيه أمره [٥] ففعل، ثم كتب إليه بقتاله، وأمدّه، فحاصره حتى قتله، ثم أخرجه فصلبه، وذلك في سنة ثلاث وسبعين، فولاه عبد الملك الحجاز ثلاث سنين، فكان يصلّي بالموسم كلّ سنة، ثم ولّاه العراق وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة، فوليها عشرين سنة، وأصلحها، وذلّل أهلها، وحدثني أبو اليمان [٦] عن حريز [٧] بن عثمان، عن عبد الرّحمن بن ميسرة، عن أبي عذبة الحضرمي قال:


[١] في الأصل، والمطبوع: «أخفض» وهو تحريف، والتصحيح من «المعارف» لابن قتيبة ص (٣٩٦) بتحقيق الدكتور ثروت عكاشة، الطبعة الثانية، دار المعارف بمصر.
قال ابن منظور في «لسان العرب» «خفش» (٢/ ١٢١٠) : الخفش: ضعف في البصر وضيق في العين، وقيل: صغر في العين خلقة، هو فساد في جفن العين واحمرار تضيق له العيون من غير وجع ولا قرح، خفش خفشا، فهو خفش وأخفش.
[٢] قال البكري: تبالة: بفتح أوله وباللام، على وزن فعالة: بقرب الطائف، على طريق اليمن من مكة، وهي لبني مازن ... وهي التي يضرب بها المثل، فيقال: أهون من تبالة على الحجاج» . وانظر تتمة كلامه في «معجم ما استعجم» (١/ ٣٠١) .
[٣] كذا في الأصل، والمطبوع: «أحقر من تبالة على الحجّاج» ، والذي في «المعارف» لابن قتيبة- الذي ينقل عنه المؤلف- و «معجم ما استعجم» للبكري، و «لسان العرب» لابن منظور «تبل» : «أهون من تبالة على الحجّاج» .
[٤] في «المعارف» لابن قتيبة: «رأيت في منامي» .
[٥] في «المعارف» لابن قتيبة: «حتى يأتيه رأيه» .
[٦] هو الحكم بن نافع البهراني الحمصي، محدّث راوية من شيوخ البخاري، وابن حنبل، توفي سنة (١٢٢ هـ) . وسوف ترد ترجمته في المجلد الثالث من كتابنا هذا.
[٧] في الأصل، والمطبوع: «جرير بن عثمان» ، وهو خطأ، والتصحيح من «المعارف» لابن قتيبة، و «تذكرة الحفاظ» للذهبي (١/ ٤١٢) ، و «تهذيب التهذيب» لابن حجر (٢/ ٤٤١) .

<<  <  ج: ص:  >  >>