للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عليه الشيخ برهان الدّين الفزاري، ودفن بتربته بالقرب من الرّكنية.

وفيها الفاضل الأديب العدل شهاب الدّين محمد بن محمد [بن محمود بن مكّي] [١] عرف بابن دمرداش. كان جنديا، فلما كبر وشاخ ترك ذلك وصار شاهدا بمركز الرّواحية.

وله شعر كثير لطيف، فمنه قوله:

أقول لمسواك الحبيب لك الهنا ... بلثم فم ما ناله ثغر عاشق

فقال وفي أحشائه حرق الجوى ... مقالة صبّ للدّيار مفارق

تذكّرت أوطاني فقلبي كما ترى ... أعلّله بين العذيب وبارق

وله:

يا قمّري إن جئت وادي الأراك ... وقبّلت أغصانه الخضر فاك

فأرسل إلى عبدك من بعضها ... فإنني والله ما لي سواك

وله دو بيت، قيل: إن الشيخ صدر الدّين بن الوكيل قال: وددت أنه يأخذ جميع ما قلته [٢] ويعطينيه، وهو:

الصبّ بك المنعوب والمعتوب ... والقلب بك المسلوب والملسوب

يا من طلبت لحاظه سفك دمي ... مهلا ضعف الطّالب والمطلوب

وفيها الرئيس شهاب الدّين أحمد بن محمد بن القطينة [٣] ، التاجر المشهور. كان فقيرا معدما ففتح الله تعالى عليه بحيث بلغت زكاته ثمانين ألفا، وكان فيه برّ وخير، وبنى مدرسة بذرع.

وتوفي بدمشق ودفن بتربته على طريق القابون.

وفيها مؤرّخ الآفاق العالم المتكلم كمال الدّين عبد الرزّاق بن أحمد بن محمد بن أحمد بن عمر بن أبي المعالي محمد بن محمود بن أحمد بن محمد بن


[١] في «آ» و «ط» و «المنتخب» لابن شقدة: «أحمد بن محمد» وهو خطأ والتصحيح من «الدّرر الكامنة» (٤/ ٢٣٨) و «النجوم الزاهرة» (٩/ ٢٥٩) وما بين الحاصرتين زيادة منهما.
[٢] في «ط» : «جميع شيء قلته» .
[٣] انظر «ذيول العبر» ص (١٢٩) و «البداية والنهاية» (١٤/ ١٠٧) .

<<  <  ج: ص:  >  >>