للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها مجد الدين أبو الفداء إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن الفرّاء الحرّاني ثم الدمشقي [١] الفقيه الحنبلي، شيخ المذهب.

ولد سنة خمس أو ست وأربعين وستمائة بحرّان. وقدم دمشق مع أهله سنة إحدى وسبعين، فسمع بها الكثير من ابن أبي عمر، وابن الصّيرفي، والكمال عبد الرحيم، وابن البخاري، والإربلي، وابن حامد الصّابوني، وغيرهم.

وطلب بنفسه، وسمع «المسند» والكتب الكبار، وتفقه بالشيخ شمس الدّين ابن أبي عمر وغيره، ولازمه حتّى برع في الفقه.

وتصدّى للإشغال والفتوى مدة طويلة، وانتفع به خلق كثير. مع الدّيانة والتّقوى، وضبط اللسان، والورع في المنطق وغيره واطّراح التكلّف في الملبس وغيره.

قال الطّوفي: كان من أصلح خلق الله وأدينهم، كأنّ على رأسه الطير. وكان عالما بالفقه، والحديث، وأصول الفقه، والفرائض، والجبر، والمقابلة.

وقال الذهبي: كان شيخ الحنابلة.

وقال غيره: يقال: إنه أقرأ «المقنع» مائة مرة.

وكان عديم التكلّف، يحمل حاجته بنفسه، وليس له كلام في غير العلم، ولا يخالط أحدا، وأوقاته محفوظة.

وقال هو: ما وقع في قلبي الترفّع على أحد من الناس، فإني أخبر بنفسي ولست أعرف أحوال الناس.

وقال ابن رجب: كان سريع الدّمعة، سمعت بعض شيوخنا يذكر عنه أنه كان لا يذكر النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في دروسه إلّا ودموعه جارية، ولا سيما إن ذكر شيئا من الرقائق أو أحاديث الوعيد ونحو ذلك.


[١] انظر «معجم الشيوخ» (١/ ١٧٩) و «ذيول العبر» ص (١٦١) و «ذيل طبقات الحنابلة» (٢/ ٤٠٨- ٤١٠) و «الدّرر الكامنة» (١/ ٣٧٧- ٣٧٨) و «المقصد الأرشد» (١/ ٢٧٢- ٢٧٣) .

<<  <  ج: ص:  >  >>