للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

طاهر بن نصر بن جهبل الشافعي الحلبي الأصل الدمشقي، المعروف بابن جهبل [١] .

ولد سنة سبعين وستمائة، وسمع من جماعة واشتغل بالعلم، ولزم الشيخ صدر الدّين بن المرحّل، وأخذ عن الشيخ شرف الدّين المقدسي وغيره، ودرّس بصلاحية القدس الشريف مدة ثم تركها، وتحوّل إلى دمشق، فباشر مشيخة دار الحديث الظّاهرية، ثم ولي تدريس البادرائية بعد وفاة الشيخ برهان الدّين، وترك المشيخة المذكورة، واستمرّ في تدريس البادرائية إلى أن مات.

قال ابن كثير: ولم يأخذ معلوما من واحدة منهما. قال: وكان من أعيان الفقهاء وفضلائهم.

وقال السبكي: درّس، وأفتى، وأشغل مدّة بالعلم بالقدس ودمشق. وحدّث وسمع منه الحافظ علم الدّين البرزالي. قال: ووقفت له على تصنيف في نفي الجهة ردّا على ابن تيميّة لا بأس به، وسرده بمجموعة في «الطبقات الكبرى» في نحو كرّاسين.

توفي بدمشق في جمادى الآخرة ودفن بمقابر الصّوفية.

وفيها الأمير الكبير بكتمر السّاقي [٢] بدرب الحجاز بعيون القصب، ثم حمل فدفن بالتّربة التي أنشأها بالقرافة.

كان له عند السلطان مكانة عظيمة لا يفترقان، إما أن يكون عند السلطان أو السلطان عنده.

وكان فيه خير وسياسة وقضاء لحوائج الناس.

وكان في اصطبله مائة سطل لمائة سائس كل سائس على ستة رؤوس من الخيل العتاق، وبيع من خيله بما لا يحصى وقومت زردخاناه على الأمير قوصون


[١] انظر «ذيول العبر» ص (١٧٨- ١٧٩) و «طبقات الشافعية الكبرى» (٩/ ٣٤) و «الدّرر الكامنة» (١/ ٣٢٩) و «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة (٢/ ٣٣٤- ٣٣٥) .
[٢] انظر «ذيول العبر» ص (١٧٦- ١٧٧) و «النجوم الزاهرة» (٩/ ٣٠٠) والدّرر الكامنة» (١/ ٤٨٦- ٤٨٧) .

<<  <  ج: ص:  >  >>