للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها على الصحيح توفي عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود الهذليّ الضرير، أحد الفقهاء السبعة، ومؤدّب عمر بن عبد العزيز، قال ابن الجوزيّ في كتاب «ذمّ الهوى» [١] قدمت امرأة من هذيل المدينة فخطبها الناس وكادت تذهب بعقول أكثرهم لفرط جمالها، فقال فيها عبيد الله بن عبد الله بن عتبة:

أحبّك حبّا لو علمت ببعضه ... لجدت ولم يصعب عليك شديد

أحبّك حبّا لا يحبّك مثله ... قريب ولا في العاشقين بعيد

وحبّك [٢] يا أمّ الصبيّ مدلّهي ... شهيدي أبو بكر فذاك شهيد

ويعلم وجدي قاسم بن محمّد ... وعروة ما ألقى بكم وسعيد

ويعلم ما عندي سليمان علمه ... وخارجة يبدي بنا ويعيد

متى تسألي عمّا أقول فتخبري ... فلله عندي طارف وتليد

فقال سعيد بن المسيّب: فقد أمنت أن تسألنا، ولو سألتنا ما طمعت أن نشهد لك [٣] بزور.

وهؤلاء الذين استشهد بهم، وهو معهم فقهاء المدينة السبعة: أبو بكر بن عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام، والقاسم بن محمّد بن أبي بكر الصّدّيق، وعروة بن الزّبير، وسعيد بن المسيّب، وسليمان بن يسار، وخارجة بن زيد بن ثابت، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود صاحب الترجمة.

وفيها كريب مولى ابن عبّاس، وكان كثير العلم كنزا له، كبير السنّ والقدر.


[١] ص (١٦٦- ١٦٧) . تحقيق الأستاذ مصطفى عبد الواحد، ومراجعة الشيخ محمد الغزالي، طبع دار الكتب الحديثة بمصر.
[٢] في الأصل، والمطبوع: «وحبيك» وهو خطأ، والتصحيح من «ذم الهوى» لابن الجوزي.
[٣] لفظة «لك» لم ترد عند ابن الجوزي في «ذم الهوى» .

<<  <  ج: ص:  >  >>