للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال ابن قاضي شهبة: شيخ المحدّثين، عمدة الحفّاظ، أعجوبة الزّمان الدمشقيّ المزّي.

مولده في ربيع الآخر، سنة أربع وخمسين وستمائة بظاهر حلب، ونشأ بالمزّة.

قرأ شيئا من الفقه على مذهب الشافعي، وحصّل طرفا من العربية، وبرع في التصريف واللغة، ثم شرع في طلب الحديث بنفسه، وله عشرون سنة. وسمع الكثير، ورحل.

قال بعضهم: ومشيخته نحو الألف، وبرع في فنون الحديث، وأقر له الحفّاظ من مشايخه وغيرهم بالتقدم، وحدّث بالكثير نحو خمسين سنة، فسمع منه الكبار والحفّاظ، وولي دار الحديث الأشرفية ثلاثا وعشرين سنة ونصفا.

وقال ابن تيمية لما باشرها: لم يلها من حين بنيت إلى الآن أحق بشرط الواقف منه، لقول الواقف: فإن اجتمع من فيه الرواية ومن فيه الدّراية، قدّم من فيه الرّواية [١] .

وقال الذهبي في «المعجم المختص» : شيخنا الإمام العلّامة، الحافظ، النّاقد، المحقّق، المفيد، محدّث الشام.

طلب الحديث سنة أربع وسبعين وهلم جرا، وأكثر، وكتب العالي والنّازل بخطّه المليح المتقن. وكان عارفا بالنّحو، والتصريف، بصيرا باللغة، يشارك في الأصول والفقه، ويخوض في مضائق العقول. انتهى.

وقال السّبكي في «الطبقات» : ولا أحسب شيخنا المزيّ يدري المعقولات، فضلا عن الخوض في مضايقها. فسامح الله شيخنا الذّهبي.

ثم قال الذهبي: ويدري الحديث كما في النّفس متنا وإسنادا، وإليه المنتهى


[١] علم الحديث رواية: علم يعرف به أقوال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وأفعاله وأحواله، وروايتها وضبطها وتحرير ألفاظها.
وعلم الحديث دراية: علم يعرف به حقيقة الرواية وشروطها وأنواعها وأحكامها، وحال الرواة وشروطهم وأصناف المرويات وما يتعلق بها. (ع) .

<<  <  ج: ص:  >  >>