للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشريعة، وكان ذا ثروة من الإرث والتجارة فلم يزل ينفقه في وجوه الخيرات، حتّى صار في آخر عمره فقيرا.

صنف «شرح الكشّاف» و «التفسير» «والتبيان» في المعاني «والبيان» وشرحه، و «شرح المشكاة» .

وكان يشغل في التفسير من بكرة إلى الظهر ومن ثم إلى العصر في الحديث إلى يوم مات فإنه فرغ من وظيفة التفسير وتوجّه إلى مجلس الحديث فصلّى النافلة، وجلس ينتظر إقامة الفريضة، فقضى نحبه متوجها إلى القبلة، وذلك يوم الثلاثاء ثالث عشري شعبان.

قال السيوطي: ذكر في شرحه على «الكشّاف» أنه أخذ من أبي حفص السّهروردي وأنه قبيل الشروع في هذا الشرح رأي النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وقد ناوله قدحا من اللّبن فشرب منه.

وفيها الأمير صارم الدّين صاروجا بن عبد الله المظفّري [١] .

كان أميرا في أول دولة الملك الناصر محمد بن قلاوون بالديار المصرية. وكان صاحب أدب وحشمة ومعرفة. ولمّا أعطى الملك الناصر تنكز إمرة عشرة جعل صاروجا هذا أغاة له، وضمّه إليه، فأحسن صاروجا لتنكز، ودرّبه واستمرّ إلى أن حضر الملك الناصر من الكرك اعتقله، ثم أفرج عنه بعد عشر سنين تقريبا، وأنعم عليه بإمرة في صفد، فأقام بها نحو سنتين، ونقل إلى دمشق أميرا بها بسفارة تنكز نائب الشام، فلما وصل إلى دمشق عنّ له تنكز خدمته السالفة وحظي عنده، وصارت له كلمة بدمشق، وعمّر بها عماير مشهورة به منها السّويقة [٢] التي خارج دمشق إلى جهة الصّالحية، ولما أمسك تنكز قبض على صاروجا، وحضر مرسوم بتكحيله، فكحّل وعمي، ثم ورد مرسوم بالعفو عنه، ثم جهّز إلى القدس الشريف، فأقام به إلى أن مات في أواخر هذه السنة.


[١] ترجمة (صاروجا) في «نكت الهميان» للصفدي (١٧٠) ، و «الدّرر الكامنة» (٢/ ١٩٨) ، و «الدارس» (١/ ١٢٤) و «الأعلام» (٣/ ٢٧٠) .
[٢] وإلى ذلك أشار الزركلي رحمه الله بقوله: «وسوق صاروجا بدمشق أظنه منسوبا إليه والعامة تقول:
سوق ساروجا» بل يمكننا أن نجزم بأنه هو المقصود بناء على كلام ابن العماد رحمه الله.

<<  <  ج: ص:  >  >>