للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد روي الحديث عن أبي حرب [وله عقب بالبصرة، وعدد] [١] وهو القائل لولده: لا تجاودوا الله فإنه أجود وأمجد منكم، ولو شاء أن يوسّع على النّاس كلّهم، حتى لا يكون محتاج، لفعل، [ولا تجهدوا أنفسكم في التوسعة فتهلكوا هزالا] [٢] .

وسمع رجلا يقول: من يعشّي الجائع؟ فعشّاه، ثم ذهب السائل ليخرج، فقال: هيهات! على أن لا تؤذي المسلمين الليلة، ووضع رجله في الأدهم [٣] انتهى.

وقال ابن الأهدل [٤] : هو ظالم بن عمرو الدّيلي، ويقال: الدؤلي نسبة إلى الدّيل من كنانة، وفتح بعضهم في النسبة لئلا تتوالى الكسرات، كما قالوا في النسبة إلى النّمر: نمري، وهي قاعدة مطوقة، وكان من خواصّ عليّ، وشهد معه صفّين، وكان من كمل الرّجال، وهو أول من وضع النحو، حكى ولده أبو حرب قال: أول ما وضع والدي باب التعجّب، وقيل له: من أين لك النحو، قال: تلقّنت حدوده من عليّ رضي الله عنه. انتهى.

وباع له دارا [٥] بالبصرة، فقيل له: بعت دارك، فقال: بل بعت جاري، وكان جار سوء.

ودخل على بعض الولاة وعليه جبّة رثّة، فقال: يا أبا الأسود أما تملّ هذه الجبّة؟. فقال: رب مملوك لا يستطاع فراقه، فأمر له بمائة ثوب فقال:


[١] ما بين حاصرتين زيادة من «المعارف» لابن قتيبة.
[٢] ما بين حاصرتين زيادة من «المعارف» لابن قتيبة.
[٣] قال ابن منظور: الدّهمة السواد. والأدهم الأسود، يكون في الخيل والإبل وغيرهما، فرش أدهم وبعير أدهم. «لسان العرب» «دهم» (٢/ ١٤٤٣) .
[٤] هو حسين بن عبد الرحمن بن محمد الحسيني العلوي الهاشمي، بدر الدين، أبو محمد، مفتي الديار اليمنية، وأحد علمائها المتفننين، صاحب كتاب «تحفة الزمن في تاريخ سادات اليمن» ، المتوفى سنة (٨٥٥ هـ) . «الأعلام» (٢/ ٢٤٠) .
[٥] في المطبوع: «وباع دارا له» .

<<  <  ج: ص:  >  >>